ورحل صاحب الابتسامة
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
—————————————-
سوق سناو بتاريخه المجيد من خلال عقودٍ عديدة مرّت عليه وشُهرته بين محافظات السلطنة حُمل على أكتاف تجّاره الأوفياء والذين ساهموا في حراكهِ منذ سنين عديدة .
ومع تجديد السوق في عام ١٩٧٥م بشكله الحالي برز العديد من التجار الذين سعوا لنجاح السوق وديمومته فازدهر السوق وزادت شهرته وأهميته حيث اشتهر سوق سناو إضافةً لحركته التجارية وتوافر المعروض بدماثة أخلاق تجّاره وأهل سناو الكرماء وحُسن استقبالهم للضيف منذ القِدم أسوةً بجميع محافظات السلطنة .
في هذا السوق ترعرع صاحب الابتسامة والنكتة الفطرية الطيبة الوالد خلفان بن سعيد الراشدي كما عاصر السوق عدداً من التّجار الذين قضى الله أجَلهم وعُرفوا بتجارتهم وحُسن تعاملهم رحمهم الله جميعاً.
فبالأمس القريب توفي الوالد خلفان وقد نعاه كل من عرفه بكلمةٍ واحدة كأنهم على قلب رجلٍ واحد؛ توفّي صاحب الابتسامة والحديث الطيب في سوق سناو.
الوالد خلفان بتجارته البسيطة اكتسب قلب كل من عرفه وعرف خُلقه الرفيع، فقد كان يكدح على رزق عياله في بيع الأواني المنزلية وكان بسيطاً في كل شيء، عاش على الكفاف والسعي نحو لقمة العيش وكان المسجد الجامع المجاور للسوق شاهداً على تعلقه بخالقه وحُسن سريرته.
كان معلماً للقرآن وتاجراً صدوقًا في تعاملاته والكل يحبه ويحب التسوق من تجارته البسيطة.
كان يعاملنا كأبنائه باحترامٍ قلّ نظيره، وبساطة أخذ بها قلمي نحو دروبه التي عاصرتها لأكثر من عشرين عام.
سيرته الحسنة من أقرب الناس إليه يذكرها عمي الذي يسكن جاراً له والتي حملت كل صفات الخير التي كان يتحلى بها الوالد خلفان.
رحيله بالأمس طوى صفحةً أخرى من صفحات سوق سناو فنعاه القريب والبعيد.
ابتسامته التي ملأت سوق سناو ستظل قائمةً مزهرة ترحب بكل زائر لسوق سناو وأركانه المتعددة.
اليوم لا نقول إلا:
( إنا لله وإنا إليه راجعون)
وتعازينا المقرونة بالدعاء له بالمغفرة نقدمها لأبنائه وإخوته وعائلته الكريمة.
#. سناو
الإثنين . : ١٠ -٧-١٤٤٢ للهجرة
الموافق ؛ ٢٢ -٢-٢٠٢١ م