المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية
خوله كامل الكردي
احتضنت العاصمة المصرية القاهرة حوار الفصائل الفلسطينية، هدفها الرئيس لملمت الشمل الفلسطيني وعقد مصالحة وطنية يعقبها انتخابات رئاسية ونيابية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإذ ترعى الدولة المصرية تلك الاجتماعات الفلسطينية لمد جسور التواصل بين الأطياف السياسية الفلسطينية كافة ووضع حدًا للانقسام الفلسطيني، وإذ يعول الشعب الفلسطيني على تلك المصالحة لكي تعود اللحمة الوطنية الفلسطينية بعد انقطاع طويل، بالرغم من الإحباط الذي يشعر به الشارع الفلسطيني، لكن الأمل يحذو الجميع أن تتمخض الحوارات الفلسطينية عن مصالحة حقيقية يلمسها المواطن الفلسطيني على أرض الواقع.
وضع الخلافات الحزبية والفصائلية جانباً، هو قارب النجاة الذي يعبر به الفلسطنيين إلى بر الأمان، وحجر الزاوية نحو الاستقرار السياسي في عموم الضفة وقطاع غزة، ولإبطال الحجة الإسرائيلية والتي تكرر مزاعمها أن الفلسطينيين غير مستعدين للسلام بسبب الانقسام الذي يعاني منه الجسد الفلسطيني. فالحجة جاهزة والإدعاء بعدم معرفة الجهة الفلسطينية التي يمكن أن يتحاور معها المفاوض الإسرائيلي جاهزة.
مظلة الوحدة الفلسطينية هي الضمانة الوحيدة نحو تعزيز أركان الدولة الفلسطينية المنشودة، لقطع الطريق على أي محاولة للوقوف في وجه قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المجتمع العربي الفلسطيني بحاجة إلى توحيد صفوف أفراده، ليتمكن من مواجهة التحديات العديدة والمتشابكة، والتي هدفها النيل من الهوية الفلسطينية والقضاء على الوجود الفلسطيني بشتى الطرق خاصة محاولات تهويد المسجد الأقصى، فالوحدة الفلسطينية هي السلاح القوي الفعال للتصدي للاستفزازات الإسرائيلية المستمرة كافة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه.
المصالحة الوطنية الفلسطينية هي المظلة التي يستظل بها جموع الشعب الفلسطيني، وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم لدحض الذرائع المغرضة والتي تهدف إلى تقويض قيام الدولة الفلسطينية وتنصل الحكومة الإسرائيلية من أي التزامات تفرضها عليها القوانين الدولية وبنود معاهدة السلام.