يا أبي
نصراء بنت محمد الغمارية
درة الحياة
بيت الطين، بصمة يَدٍ لم تفارق العين والقلب والروح.
هنا.. حُلمك أبي،حُلمك الذي زرعتَ شجرته بمجرد قدومنا للحياة..
البيت الفخم في كلٍ شيءٍ فيه..
البيت الفخم لأنّ حلمك الأكبر كان يرسم لوحة الحياة لنا..
البيت الفخم الذي انتبهت في كلّ لحظةٍ إلى ضحكاتنا ولعبنا وفرحنا وحيويتنا فيه..
لأنك أدركت حينما لم نكن ندرك شيئاً أن القادم لا يرى صورته الكبيرة غيرك..
يا للزمن، مرّ سريعاً، مرّ عابراً، كأنه الأمس، رحلتَ أنت، وبقي الحلم ماثلاً، ونحن كبرنا في عيني الحُلم معك، ومنحتنا الصور الكثيرة التي لا جمال لها من دونك..
بيت الطين، تاريخك أبي، ذاكرتك ومذكراتك، شعرات لحيتك وسمار يديك، هيبة دخولك من الباب وأمان أزمنتنا التي لم نكن نعرفها بعد..
بيت الطين، أنت أبي، بأسرارك الصامتة، وصبرك الجميل، واتّساع مساحة حضورنا في قلبك..
رحمك الله يا أبي..