تمكين شباب المستقبل
سلطان بن حمد البوسعيدي
إن الأجيال الناشئة هي شباب المستقبل ولكي يعيشوا في رفاء الحياة الاجتماعية ومواكبة العالم في التطور والوصول إلى الطموحات العالية لا بد من الشباب من تمكين أنفسهم، وليس تمكينهم في خلق فرص عمل والمشاريع الريادية والقيادية محلياً وعالمياً مستحدثين التعليم والابتكار.
وهذا يأتي من خلال تكامل الأدوار من مختلف الجهات وهي الحكومة،القطاع الخاص، المجتمع والأسرة وأخيراً الشباب أنفسهم.
على أن يمارس كل جانب الأدوار المنوطة بهم، وفي هذه الفترة الحالية والمقبلة تبقى الحكومة المحور الأساسي في دعمهم وأن تكون المنظم والمشرع والمؤطر للقوانين لضمان الحقوق والواجبات المترتبة عليهم.
إن في الــ 50 عاماً الماضية لامسنا تغيراً ملموساً وتطورًا سريعاً واستغلال الموارد المتاحة جزئياً لنصِل في المراتب العُليا في تأسيس البنّية التحتيّة وتجهيزها، والتي أصبحت الآن مُؤهلة لعملية تمكين الشباب في مختلف الأنشطة.
وأُكدُ هنا في المقال وكوني شاباً أن نُمارس الحرية والجرأة والتفكير خارج الصندوق، وأن نخرج من عنق الزُجاجة وعدم الاتكالية، وهذا ربما يحتاج بعض التصحيح في بعض المسارات ووضع النقاط على الحروف والمعنيِّ الأساسي في هذا هو ولي الأمر في عملية الحراك للشاب الابن وترك مساحة لعملية المبادرة له في السوق.
والآن أصبح العالم سريعاً جداً والوصول إلى الحاجة سهلاً وذلك لتوفر البيئة المتاحة والمحفزة والثروة الصناعية ووسائل النقل، وأيضاً وسائل التمويل، والسيولة المادية من قروض وغيرها لتكون متاحة لخلق الفرص وعمل مشاريع انتاجية توفر فرص عمل التي تساعد في عملية احتواء أي شخص يسعى.
وقد نجد نماذج جيدة على أمر الواقع من أشخاص، وكيف كانوا وإلى أين وصلوا من القيادات العليا، أو من أصحاب مؤسسات وشركات قد أنشأها شباب و لا زالت ثمارها عالية بفضل الهمم العالية.
إن التحديات والصعوبات موجودة في مختلف الجوانب ولكن تُعتبر دروس وعبرٍ لا نهاية مطاف المشروع، فكثير ما نجد إن الشخص يمارس مهنة أو نشاط ما ويمر بتحديات تُفقّده المواصلة في تحقيق نجاح المشروع وهذا ما يجعل الفشل يزيد ويستمر .
لا بد من الشباب الجادين في العمل أن يضعوا مثل هذه المعوقات فرصة للنجاح وليس فرصة للفشل، فلنصنع لأنفسنا كياناً ومكاناً وصنعة نؤسّس بها أنفُسنا وأُسرِنا، ونُشّمر عن سواعدنا، ونُمكّن أنفسنا في خلق فُرص متاحة لنا، ولمجُتمعنا فبالشباب تنهض الأمم.