بدرية بنت حمد السيابية
تمر بنا الحياة لنشاهد صور مختلفة من أجناس الناس، وبين متقلبات التصرفات المحيطة بنا البعض يتقبل النقد والبعض يبحث عن ثغرة بسيطة ليهجم بها الطرف الآخر، متفاخراً بأسلوبه المرموق متسلحا بنطق كلماته الموثوقة لتنثر عبيرها المؤلم بتفوه بعض المصطلحات وكأنه يقول أنا هنا موجود، لأُعلِّم الناس ما يجهلونه بصوتٍ عالٍ أو ما نطلق عليه “أبو العريف”.
هناك مواقف مرت بنا خلال حياتنا اليومية نعيشها وتتعايش معنا، رفيقة دربنا ولا ننكر بتذوق مرها قبل حلاوتها، تمر بممرات ضيقة تتسلل لعقولنا، ولتترسخ بين شريان قلوبنا متربعة تشد علينا تارة وتضيق علينا تارة، وتعصف الحياة برياحها العاتية؛ لتعلمنا بعض الدروس والفرص، البعض يغتنمها بذكاء والبعض يجعلها تمر أمام عينه مرور الكرام لا يبالي بشيء، يستسلم لها دون عناء أو جهد.
جميعاً مررنا بظروف صعبة ولا أحد منا خالياً من الانتقادات الموجهة إليه سواءً انتقاداً سلبياً أو إيجابياً، ولكن لا يجب أن نعطي الشيء أكبر من حجمه، لربما من ينتقدك هو غيور منك؛ لذلك دائماً يكون عقبة أمامك حتى لا تخطو خطوة للأمام وإلا تجد كلمة أو كلمتين تحبط ما بداخلك بأسلوب استفزازي تجعلك تكون شخصا آخرا، تخرج ما بداخلك ذاك الإنسان الكتوم الصامت ليعلو صوتك تدافع عن ذاتك ونفسك بكلمات تكسر حواجز السلبية بأسلوبك المنتقي السليم لتتفوه بكلمات تجعل السامعين ينصتون إليك دون ندم.
لربما البعض ينصحك لمصلحتك “فأنت عزيز علينا” ؟! ولكن لا تنسَ بأن هناك فئة تتربص دائماً للناجحين والمتفائلين والإيجابيين ليقعوا في شباك حسدهم وحقدهم المتواصل-ونسأل الله الهداية لنا ولهم- فعندما نأتي لننصح أحدهم قبل كل شيء، الأسلوب الراقي في التحدث وليس التهديد والإشارة بالإصبع وكأنك متهم لعمل جريمة ما لا سمح الله، انتقاء الكلام الطيب حتى يكون الانتقاد مطلوب ويستمع إليه.
يقللون من شأن الآخرين ويرفعون شأنهم وبهذا الأسلوب ما يجعل منهم في موقف محرج في بعض الأحيان، يجب مخاطبة الناس بكلمات يحبها الله ولا نستهين بمن ميزه الله عن سائر المخلوقات فوق هذه الأرض وهو “الإنسان” فهذا المخلوق خُلق لُيبدع، ليفكر، لينتج بفكره وعقله ويبهر العالم بعلمه، فلا نستهين ولا نحتقر منهم شيئاً، لنبتعد قليلاً عن التفاخر بأنفسنا ونجعل حدود لا نتعداها ونتدخل في شؤون لا تعنينا. انتقد بأسلوبك النقي الخالي من التعقيدات فأسلوبك يحدد شخصيتك.
