مقال: هوية متفردة في أصالتها
ثرياء قاسم
نعم تلك هي الهوية العمانية ولا يختلف إثنان على أن العماني في أي مكان كان يستطيع أن يفرض تميزه ويبرز وجوده من خلال هويته العمانية المتأصلة الضاربة في جذور كل الأخلاقيات الفاضلة.
الهوية العمانية هي ليست مجرد جواز سفر يعبر به العماني حدود عماننا الحبيبة، بل هي أخلاقيات ومبادئ وقيم وأعراف
نظمتها الهوية العمانية المتفردة، وترجمها العماني لتكون جوازاً لعبوره لقلوب جميع أهل الأرض قاطبةً، فالعماني إنما حل وكيفما طل، تكون لهويته الهيمنة والسيطرة على باقي الجو، فبأخلاقهِ يأسرُ القلوب ، وبتمسكهِ بمبادئهِ التي يستقيها من نهج ديننا الحنيف، يكون محل إحترام وتقدير لكل من حولهُ، وللعماني هيبتهُ التي وهبهُ الله سبحانه وتعالى لهُ، وبها تزداد هويته تفرداً وتميزاً.
العماني قديماً رغم شح الموارد وقلة الإمكانيات المتوفرة لديه، الإ إنه كان كريماً جواداً ، يجود بكل ما يملكهُ، ويبذل الغالي والنفيس ليسعدَ من حوله، ويبادر إلى مد يد العون إلى كل من يحتاج إليه، من قريب أو بعيد، فلم يكن يهتم إن كان من يقدم له المساعدة قريباً له وتربطه بهِ صلة قرابة، أم غريباً عنه من ناحية القرابة، وقريباً له من جيرانه ، أو حتى من مكان آخر يبعد عنه مسافات، فقط كان ليتناهى إلى مسامعهِ أن هنالك من يحتاج إلى العون ، فيهبُ العماني الأصيل صاحب الأخلاقيات الفاضلة لعون إخوانه ويجود بنفسهِ فداهم.
والعماني في العصر الراهن، يضرب بهِ المثل في كل مكان ، من خلال تمسكهِ بهويتهِ العمانية التي تتمتع بطابع الأصالة في جميع مجالات الحياة المختلفة، فهو أينما حل وكيفما إرتحل ، يكون محل ترحيب من المحيطين به، من خلال ما تعكسهُ شخصيتهُ ، ومن خلال تعاملهُ الراقي واللبق والمتفتح، بالإضافةِ إلى إبتسامتهِ العريضةِ ، التي تعتلي وجههُ، فتُشعر الناظر إليها بالأمان، والاطمئنان، وكل عماني على هذه الأرض المعطاء قد إستقى من ربوع عماننا العطاء، ونهل منها عمانيتهُ الشماء، التي تعانق وبكل فخر عنان السماء.
عندما نبحث عن شخصية عمانية لكي تكون مثالاً يُحتذى به، بل تعتبر ظاهرة متفردة وحالة خاصة لا تتكرر ، لن نجد غير مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان المفدى، بهويته العمانية التي نقف امامها عاجزين تملوئنا الهيبة ويكسونا الوقار، نقف ورائها مكبرين ،مهللين ، مغمورين بالود الدافق اللامتناهي ، فشخصيةُ مولانا السلطان، هي الشخصيةُ التي طبعت الهوية العمانية المتفردة، وأتخذ منها كل عماني القدوة التي على أساسها تتطبع بطبائعه الرائعة ، التي سلبت له محبة الجميع، وانتزعت لهُ إحترامها وتقديرها ، فمولانا أعزهُ الله وأطال بعمرهِ ، شخصيةٌ متفردة ، لا نستطيع وصفها ولا حتى نجد حروف ترقى للمقام السامي حفظه الله ورعاهُ لنا، فهو أسطورة لم يكررها التاريخ ولن يستطيع إعادة صياغتها، بتفردها الأصيل ، وبإصالتها المتناغمة مع ما يحيط بها.
على كل عماني أن يتأسى بمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، وبهويته العمانية المتعمقة في جذور العمانية الأصيلة ، وأن يفتخر بهويته العمانية، ويترجمها ترجمة عملية في جميع تعاملاته، فهي متفردة و إستثنائية بشكل لافت ، لإن أصولها إستثنائية ممزوجة بأخلاقيات راقية و تعاملات كلها ذوق رفيع ، مستمد من روح تلك الهوية العمانية المتفردة في أصالتها .