مقال: الحربُ بلا رصاص
علياء العامرية
كثيرا ما كُنتُ أقول: عَلَّيّ أن أتعلمَ طريقةَ قتلِ الأعداء لنعيشَ بسلام في كُلِ البُلدان, وكثيرا ما كان يتمنى أخي أَن يُصبِحَ جُنديً ليحميَ الوطن..
كُنا أطفال, وأحلامنا بريءة, وكان العالم يغرسُ فينا أَن الرصاص هو السِلاح الذي بِهِ نُقاتل ونُحارب.
حينما كَبِرتُ, تَعَلمتُ دَرسً عظيما, أنهم حاربونا بثقافتهم قبل أسلحتهم, بِعِلمِهم قبل حِصارهم.
حاربونا بِرصاص المعرفة, وصرنا أمام عَظمة معرفتهم لا شيء.
أَصبحنا نُقلِدهم في كُلِ صغيرة وكبيرة, نُقارن بينَ أطفالنا وأطفالهم, نساءنا ونساءهم, حياتنا وحياتهم.
فقدنا ثِقتنا في أنفسنا, وأصبحنا نُقلد وحسب.
نحن نجيدُ التقليد, ونجيد المُقارنة, ولكننا قطعا نمتنعُ عن التميز.
لماذا لا نتميز عنهم?
كثيرا ما كُنتُ أسأل نفسي هذا السؤال. لماذا يُحاربوننا رغم ضعفهم وقِلة أعدادهم?
ونحن رغم كثرة أعدادنا وقوتنا نقِفُ أمامهم صغار, ونخضعُ لأوامرهم بلا نقاش?
بحثتُ كثيرا عن جوابٍ لأسئلتي هذه فوجدتُ الجواب بسيطا جِدا.
القراءة يا سادة.
القراءة هي السلاح الذي نستطيع من خلاله مُحاربة الجهل بِلا رصاص, وبِها نفتحُ لأنفسنا آفاقا واسِعة, وبِها نُحارِبُ كل أعداءنا, ومعها نعيشُ بِسلام، وكما قال د.ساجد العبدلي في كتابه. )القراءة الذكية: (
“القراءة وحدها هي التي تعطي الانسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقا، وان كانت لا تطيلها بمقدار الحساب.”
اذً كيف لا نقرأ؟؟
أَن تُصادِقَ مكتبة خير مِن صداقة أشخاص لا يعرفون سِوى كثرة الحديث والثرثرة،
” أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب” “المتنبي”
نقلدهم في كل شيء الا القراءة والدليل على ذلك الدراسة التي قام بها أحد أعضاء منتديات رصيف2 حين قال: ”
بحسب “تقرير التنمية البشرية” للعام 2003 الصادر عن اليونسكو، يقرأ المواطن العربي أقل من كتاب بكثير، فكل 80 شخصاً يقرأون كتاباً واحداً في السنة. في المقابل، يقرأ المواطن الأوروبي نحو 35 كتاباً في السنة، والمواطن الإسرائيلي 40 كتاباً.
وجاء في “تقرير التنمية الثقافية” للعام 2011 الصادر عن “مؤسسة الفكر العربي” أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً.”
مؤلمة هذه الدراسة رغم مصداقيتها
انهم يتقدمون, ونحن نتأخر.
يتطورون بعلمهم وثقافتهم, ونحن نتطور بآخر الموضات والصيحات, يصلون إِلى القمر ونحن ما زِلنا بلا حراك.
يقتلوننا, ويتلاعبون بِعُقولنا لأننا من سمح لهم بذلك.
يؤلمني أن أجد هاشتاق أمة اقرأ لا تقرأ والأشد ايلاما أَن كل من أسأله أتحب القراءة? يتباها بعدم حُبه ويشمئز من القراءة رغم معرفته بأنها حياة.
فلنتغير يا صاحبي, ولنحاربهم بِعِلمنا وثقافتنا, فالحرب بلا رصاص خيرٌ من رصاصِ الجُبناء.
بقلم: علياء العامرية