الرسوم المتحركة.. سلاح ذو حدين!
شذا الكيومية
من المهم معرفة مدى تأثير الرسوم المتحركة على الأطفال باعتبارها من أكثر البرامج التي يقبل عليها الأطفال، كما ومن المهم إدراك الوالدين لخطورة الرسوم المتحركة التي تعد سلاح ذو حدين، ويقع على عاتق أولياء الأمور مراقبة أطفالهم.
لغة الضاد!
في مجال الحديث عن اللغة المستخدمة في البرامج المتحركة، تجدر الإشارة إلى اللغة المستخدمة في البرامج الغربية إذ تتم دبلجتها إلى اللغة العربية الفصيحة، ومن هذا المنطلق تحدثت أصيلة الكيومية – معلمة رياض أطفال بولاية الحوقين- إن هنالك الكثير من الرسائل الإيجابية التي يجنيها الطفل من البرامج المتحركة، مثل تطوير قاموس الكلمات لديه ونطقها نطقا صحيحا وتفعه إلى استخدامها في حياته اليومية، وكذلك من الرسائل الإيجابية التي لابد من الإشارة إليها وهي إتقان اللغة العربية الفصحى من خلال المداومة على مشاهدة الرسوم المتحركة.
وتؤكد زمزم الكيومية – أحد الأمهات- أن طفلها تعلم اللغة العربية الفصحى من خلال مشاهدته للبرامج والرسوم المتحركة وترسخت العديد من الكلمات في عقله على الرغم من صغر سنه والذي لا يتجاوز الأربع سنوات.
ليست بمقياس!
بينما عائشة السعدي – طالبة جامعية- تشير إلى أن اللغة العربية الفصيحة المستخدمة في البرامج المتحركة ليست مقياسا لمعرفة مدى تلقي الأطفال لرسالة هادفة من خلال التعرض المستمر لأفلام الكرتون، حيث قالت ” إن المادة الكرتونية يتم تعريب لغتها لا ثقافتها، إذ نرى الفرق الكبير بين الثقافة العربية والغربية، كما ألاحظ في الأفلام الكرتونية والتي تعرض حاليا انحراف يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، والطفل يميل في هذه المرحلة إلى التقليد”.
وأيضا يمكن للطفل أن يفهم ويعي معاني الكلمات المستخدمة من خلال سياق الجملة والصور المعروضة، واستيعاب كلمات جديدة من خلال نبرة الصوت.
بالعنف تسلب البراءة!
صدرت العديد من الأفلام الكرتونية والتي تتميز بالعنف والعدوانية ومنها “باتمان، النمر المقنع، أبطال الديجيتال، القناص..)، وهذه الأفلام والرسوم تشجع العنف وتولد العدوان لدى الطفل، حيث إن الطفل يحاكي ما يشاهده.
أوضحت أصيلة – معلمة رياض أطفال- إن السلوك العدواني لدى الطفل دون سن الخامسة أهم نتائج التعرض للمشاهد العنيفة في الأفلام الكرتونية، كما إن الطفل يقوم بتقليد الحركات والمشاهد العنيفة وتطبيقها مع أخوته وأقاربه وحتى زملائه في رياض الأطفال والمدرسة، وأكدت ذلك من خلال ملاحظتها للكثير من الأطفال بالاعتداء على زملائهم في رياض الأطفال سواء كان بسبب أو بغير سبب.
الرقابة!
أشارت سارة – أحد الأمهات- إلى أهمية رقابة الأهل لما يعرض على شاشات التلفاز، حيث إن الرقابة مسؤولية وواجب الأهل اتجاه أطفالهم، فمن المهم اختيار الأفلام والبرامج المفيدة للطفل، والابتعاد عنما هو سلبي ويتميز بالعنف والعدوان، حتى لا يتأثر الطفل به وذلك لأن الطفل يحاكي ما يشاهده ويسعى إلى تقليده دون وعي وإدراك.
وبينت كذلك ضرورة متابعة الطفل وانتقاء الرسوم التي تتناسب مع سنه وفكره، وتعويد الطفل على مشاهدة البرامج التي تحقق استفادة للطفل مثل قصص الأنبياء والقصص التاريخية، كما يمكن للأهل تحديد ساعات معينة للطفل حتى لا يدمن على مشاهدة الأفلام الكرتونية وتتقلص مدارك تفكيره.