إليكِ خُذيني بلادي
خلفان بن ناصر الرواحي
إليكِ خُذيني بلادي
الجمِيلة
ولا تتركيْني بأمري
بحِيرهْ
عرفتكِ بدراً وشُهْبًا
ونورًا
وسحرًا وحُسْنًا
جمالاً بديعا
تفرّد وصفًا..
بكل المعاني
عينًا ومعنىً وصورهْ
عشقتكِ
منذُ عقودٍ..
ومنذُ عهودِ الطفولهْ
وبثَّ حنيني إليكِ
وزادَ شجونهْ
فها أنا أهدي إليكِ
سلامي ولحني..
ونثري يخطُّ فيكِ
بهذه القصيدة
وأعلمُ أني لستُ جديراً
بوصفكِ وصفاً
يليقُ كنوزًا ثمينهْ
ولكن قلبي
أبىْ أنْ يفكَّ حروف عشقكِ
فأبقى أسيرهْ
ولستُ أكون إلّا انتظارًا
للحظةِ عُمرٍ تحلُّ
عليَّ ضياءً
سكينهْ
وطني.. بلادي
ما أنا إلّا سكونًا
تُحركهُ ذاتي بحبٍ
فتبقى فريدهْ
أغارُ من النّجمِ
فوق سَماكَ
ولكنّهُ ليسَ يدرِيْ
ماذا تعني عندي
تلكَ السكينَهْ
أَرىْ كوْكبًا..
يرفرفُ فوق سماءٍ
أحمرٌ .. أخضرٌ.. فيه بياضٌ
توشّح سيفينِ ..
والوسط خنجر
واللّونِ تراهُ بينَ النّجومِ
تألّقَ زاهٍ
ولا نجمَ يُنكرُ لونَهْ
تعلّمْتُ منكِ بلادي
أصولَ المعاني
وحبّ التفاني
حتّى فنونَهْ
ومجدِ الجدودِ
سيبقى أبيّا..
وتبقى عمانَ درعًا
أبيّهْ
وسلمًا نقية
تعلّمْتُ منهمْ..
سِرارَ الهُّيامِ
فبثَّ إليّ بروحي
معاني شجونَهْ
تعلّمْتُ منهمْ
جميلَ المقالِ
وسحرَ البيانِ
لأبثُّ إليكِ معينَهْ
تعلّمْتُ منهمْ
طِباعَ المروءةِ
فبتُّ لجسرِ
السّجايا منه ثمينهْ
فهلّا عرفتِ لماذا
أصبح قلبي إليكِ
رهينَهْ؟!
فلا يفتديهِ سوى
نائباتٍ أشدُّ عليَّ
إذا ما استلّذتْ
نبضاتُ أنينَهْ
خذيني بروحي
ونقّيْ فؤادي..
وداويْ جراحي
والجفا والضّغينَهْ
خذيني..
ونقّي دمِي منْ بقايا
سمومِ التعالي
وجهلِ المعاني
اللّعينهْ
وزُجّيْ أمَانيّ..
تباشيرَ خيرٍ
ليملأَ قلبِيَ..
شوقٌ وسعدٌ
لنبقى سويًا في عدادِ
النفوسِ الكريمة