تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

بين أقل من يومين وأكثر من سنتين

سعد بن فايز المحيجري

في مساء أحد الأيام وبالتحديد يوم الجمعة، وفي مجموعة -واتساب- قام أحد الأعضاء بإرسال مجموعة من الصور القديمة، التي تُمثّل التعليم في الزمن القديم، وكيف كان التعليم ومنهجيّة التعليم في أيام السبعينات، وصار حديث المجموعة عن روعة التعليم القديم والطريقة التقليدية التي كان يُقدَّمُ بها، وكيف أصبح حال المُتعلِّمين منهم في يومنا هذا، مشاعر جميلة رائعة انتابت كل من تداخل وشارك في النقاش، ولا أشكُّ أن تلك المشاعر اعترت مَن اطّلع عليه أيضا، وأنا أحدهم.

بعد يومين فقط وبالضبط مساء الأحد وفي مجموعة أخرى وصلتني تلك الصور نفسها، ولكن زيادة عليها متبوعة بدعوات لصاحب الصور ومَن قام بتعليمه مِن الأساتذة وأهله، فغبطتُه على ذاك الأجر الذي وصله من تلك الدعوات من وراء الغيب، وذاك الثواب الذي حظي به من دعوات الناس لمن علّموه ودرّسوه من أساتذته وأهله.

وفي مشهدٍ آخر كنتُ أستمع إلى محتوى صوتي كان عنوان حلقته ذاك اليوم (في أهميّة اللغة العربية)، يقول مُقدِّم المحتوى: كنت أتجول في أحد الأسواق وإذا بامرأة تشير إليّ أنت عبدالرحمن مُقدِّم البرنامج الفلاني، فأجبتُ نعم، فقالت: أنا أستاذة في الجامعة، أتدري أنني أُقدِّمُ برنامجك لطلَّابي كمهمة دراسية في ختام كل أسبوع لاستخراج الشواهد منه؟
يقول: بعد سنتين وأكثر لم أفكّر في يوم من الأيام أنني سأقدم برنامجًا يكون مادة يستفيد منها غيري على هذا المستوى الجامعي، في وقتٍ كنت أقدمه للتسلية أكثر منه للفائدة، ومن يومها اجتهدت أكثر في تجويد البرنامج لمعرفتي بأن هناك من يستمع البرنامج ليستفيد منه ويتعلم.
أنموذجان رائعان في طريقة التعامل مع ما يُقدم على وسائل التواصل الاجتماعي، أحدهما احتاج أقل من يومين والآخر احتاج أكثر من سنتين، وانظر إلى تأثيرهما ونتائجهما مع فارق المدة الزمنية التي احتاجها كل منهما في الوصول إلى المتلقي، ولا شك أننا عشنا وشهدنا الكثير من المشاهد النقيضة منها، والتأثير السلبي على أصحابها وعلى المجتمع، ولن أذكرها لأننا نعيشها يوميا إن لم أبالغ.

أخي مستخدم برامج التواصل الاجتماعي إن ما تنشره وتصنعه من محتوى على هذه البرامج سيتأثر به غيرك إيجابا أو سلبا، أكان صغيرا بأدوات عادية أم كبيرا بإمكانات ضخمة، ولا يفرُق أبعد مدة قصيرة أم طويلة، يومان أم سنتان، المهم أنه سيصل، فلا تكتب أو تُسجّل أو تُنشر إلا ما يسرك أن تلقاه ويعود عليك بالنفع الدنيوي أو الأخروي، اجعل المحتوى الذي تنشره حجة لك لا عليك، ولا تجعل عبارة (كما وصلني) حجَّتك، فالعزيز الحكيم يقول في كتابه:”وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ” ، ويقول في موضع آخر على لسان سليمان عليه السلام: “سَنَنظُرُ أَصَدَقۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ” في تتبع صحة الخبر المسموع أو المقروء للتثبّت منه، فلا تجعل السرعة قائدك والمحرّك الأساسي في تعاملك مع محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، واحرص كل الحرص أخي أن يكون أثرك إيجابيا لا سلبيا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights