كن رقماً صعباً ( سراق الوقت واللص الخفي)
رقية الفورية
تقول الحكمة المشهورة :
الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك؛ لأنه من صفات السيف أن له حد قاطع. وهكذا هو الوقت فمن يضيع وقته، ولا يغتنمه ولا يستثمره.
ومن هنا كان لزاماً على الإنسان أن يكون في سباق مع الزمن، وأن يكون في مبارزة دائمة معه. فإن لم تغلبه انتصر عليك في جرم لا يحاسبه عليه أحد بل هو محسوب عليك، فيخطف من عمرك أزمان لا تعود أبدا، ويخرج من باب حياتك دون تفتيش، يسطو عليك ، ولا ترصده كاميرات المراقبة ولا حساسات الضوء.
ومن مصادر قوته وسطوته أعوانه المقربين لصوص الوقت الذين يجب أن تحذر منهم … زميل في العمل يشغل وقته بالثرثرة والفتن والبحث عن القصص التي تسرق الوقت …
فقد يكون من المقربين كجار يبحث عن أشخاص يفرغ فيهم طاقته المهدرة فيسطو على وقتك ويكون معول هدم لذاته ولغيره .. فكيف نتعامل مع سراق الوقت.؟!!
و وجدت في ابن الجوزي حكمة بالغة إذ يعامل سراق الوقت كأداة لخدمة وقته فيجعلهم يبرون له أقلامه كي يواصل كتابته أثناء ثرثرتهم ..
تتنوع الأشكال والمظاهر في سراق الوقت فمنهم اللص الخفي كمواقع التواصل الاجتماعي التي تهدر من وقتك ساعات لا محدودة.. فتوقف الإنجاز، وتنشيء الكسل، وتسبب المشكلات العائلية، وتعرض الأفراد عند إضاعة الوقت إلى الفشل في مختلف جوانب الحياة، فحين يهدر الإنسان وقته في التسلية كقيمة عليا، فإنه يراكم الواجبات، والمهام، وينقل نفسه من مربع التخطيط إلى مربع العاجل كما ذكر (آيزنهاور ) في مربعات إدارة الوقت فيصبح فريسة الضغوط النفسية، وهنا قد يشعر بالغضب والضيق، وسرعه الانفعال، وقد نجد البعض يصاب بالاكتئاب وحالات عصبية نفسية.
وهناك دراسات أثبتت أن المشكلات الزوجية والطلاق زادت بنسب كبيرة والسبب مواقع التواصل الاجتماعي.. فغيرت مجموعة القيم والمعتقدات وأعطت مفاتيح بيوتنا للآخرين.
وكذلك هي نظرية (باريتر)، الإقتصادي الإيطالي القائمة على ٢٠/٨٠ في إدارة الجهد فإما تهدر ٨٠٪ من وقت للإنتاج ويتبقى لك ٢٠٪ للإنتاج الفعلي .. فيما يقوم غيرك بعكس هذه المعادلة.
حدد الأهم أولاً وتجنب الروتين واحترف الإيجاز .
(فقليل دائم خير من كثير منقطع)..
و تعرَّف على قيمة وقتك وما هي ٢٠٪ المؤثرة في حياتك.
يرى (باركنسون) أن لكل عمل موعد أخير لا يتعداه وتقول نظريته:
إن العمل يتمدد حتى يملأ الوقت المتاح له. لذا لا تسوِّف وتقع في مصيدة الضغط النفسي.
عَليك أن تواجه المهام الصعبة و لا توجد حكمة أفضل من أكل الضفدع وهي قائمة على إنجاز المهام التي تهرب من أدائها.. ولتبدأ بها فما أن تنتهي منها حتى يصفو بالك ويهنأ عيشك.
كما أنه لا يضير أن تسند بعض الأعمال التي يستطيع غيرك إنجازها لتوفر وقتك ولا يضيع هدرا فالعمل الجماعي من أهم أسباب النجاح في إدارة الوقت.
*بارز وقتك بالسيف واقطعه*