السراج المنير
خميس بن محسن البادي
قال الله سبحانه وتعالى:-
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {45} وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا {46}وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا {47} وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا {48}صدق الله العظيم.. سورة الأحزاب.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنت الشاهد المبشّر النذير المبعوث رحمةً وهادياً للعالمين، لن ولن ينال منك الضالين ولو تطاولوا على شخصك الشريف العفيف الكريم، فأنت المصطفى المجتبى النبي الأمي الماحي، وقد حفظك الله تعالى بحفظه وعنايته الربانية وطهّرك واصطفاك وكفاك المستهزئين، حيث قال جل في علاه: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ{94}إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ{95}الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعلْمُونَ{96} صدق الله العظيم..سورة الحجر.
وبذلك فإنكم أيها المجتمعين من السفهاء والضالين المستهزئين والمجمعين بالقول، والساعين بالفعل بالإساءة إلى خير الورى النبيّ المقفّي الأشرف النقي، ألجم الله ألسنتكم في أفواهكم عن قولكم وغُـلّت أيديكم إلى أعناقكم عن سوء فعلكم نحو نبي الله صلى الله عليه وسلّم، فما أنتم إلا أباتر قوم لن يتبعكم إلا أراذلكم الغاوون ولن يستمع إليكم إلا أصحابكم من الصم العمي الذين لا يهتدون، والذين يُزيّن لكم ولهم الشيطان سوء أعمالكم ونياتكم الدنيئة الخبيثة المغرضة، التي سترتد إلى نحوركم بأمر الله سبحانه وتعالى، وأن النّبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه مقامه رفيع وشأنه عظيم وهو المحفوظ من الله جلت قدرته والذي قد وصفه في كتابه المحكم بصاحب الخلق العظيم منزّهاً تنزيهاً ربانياً عن سيئات أفعالكم وأقوالكم التي تقدمون على افتعالها في حقه الشريف وشخصه الكريم، حيث قال الله تعالى:{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2} وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ{3}وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ {5} بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ {6} إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {7}} صدق الله العظيم.. سورة القلم.
فيا من تنكرون عليه صفاته الشريفة وأخلاقه العظيمة وخصاله الحميدة، إنكم لمفلسون حق الإفلاس، إنه الإفلاس الإيماني والخلقي والأدبي ما جعلكم تضلون عن سواء السبيل، فألقيتم أذاكم ونتانة فكركم الضال على شخص سيد البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو المبعوث من الله إلينا رحمةً لنا وتنزيهاً لمكانتنا التي اختصنا الله بها من الخصال والصفات والتكريم دون سائر مخلوقاته على هذه الأرض الفانية، ولذلك لن تجدوا مسلماً حُراً شريفاً إلا ويغار على الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم مهما بلغ عفن قولكم وقذارة فعلكم التي تحاولون عبثاً لا شك إثارتها بين الفينة والأخرى في حق رمز الأمة الإسلامية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلّم.
فيا أيها الناعقين والمسيئين هراءً لقد انكشفت حقيقتكم منذ زمن بما تهدفون إليه نحو أمة الإسلام، فتجلت وبوضوح تام رغبتكم القبيحة نحو تشويه الدين الإسلامي و المنتمين إليه لإثارة حفيظة ملايين البشر من أمته صلى الله عليه وسلّم، وأنتم من تسعون بذلك إلى إشاعة الفوضى والكراهية بين عموم البشر والشعوب التي تدّعون نبذ خُطَبها وتحرّمون قولها وتجرّمون قائلها، ولكن هرطقوا ومن والاكم وسار على نهجكم الضال أنــّى شئتم غير موفقين بإذن الله تعالى، ونحن نعلم أنكم أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة الآية(82): {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} .. صدق الله العظيم.
ولكن اعلموا ومن معكم من الضالين علم اليقين أننا كمسلمين كل يوم نحن في شأن من العزة والحق المبين بفضل من الله عز وجل، ولا تنسوا أن منكم طائفة تتبع طوعاً الإسلام ديناً وعقيدةً وملةً لها اقتناعاً منها أنه الحق من الله الذي جاء به الرسول المبعوث محمداً ابن عبدالله صلى الله عليه وسلّم، وما الأم مريم الفرنسية إلا مثال خير لذلك والتي أسلمت لتفاجئكم بإسلامها واتباع سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلّم حيث ولّـيتم مدبرين مندحرين مما تناهى منها إلى سمعكم الخَرِب وهي تعلن إسلامها أمامكم، وما قالته لاحقاً عن الإسلام من حيث سماحته ومنهجيته والمسلمين من حيث توادهم وتراحمهم وتآزرهم وتعاطفهم فيما بينهم وتقبّلهم بالتعايش السلمي مع الآخرين من الملل والديانات الأخرى، إذاً هو القول الفصل الداحض لادعاءاتكم وأفعالكم الزائفة في حقه صلى الله عليه وسلم، والتي نعتبرها شهادة حق من شاهدة كانت بالأمس القريب من غير أهلها لتصبح اليوم بكل فخر واعتزاز أحد أمة الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، وتذكروا أقوال بعض أقوامكم الأحياء منهم والأموات الذين أشادوا بشخص الرسول صلى الله عليه وسلّم وامتدحوا أخلاقه وسيرته ومنهجه، وبذلك تأكدوا أننا لن نرضى عنكم ولن نتبع ملتكم ولن ينطلي قبح أفكاركم ووقاحة أهدافكم على الأحرار الأشراف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وسيبقى (محمد) عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم حبيبنا وقدوتنا وسيد الناس والخلق أجمعين، وسيكون الدين الإسلامي دين العفة والطهارة والشرف والتسامح والخلق الرفيع الذي يتميّز به المرء المسلم اقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه وسلّم سيد الخلق وسيد الكونين، وليس كما تروّجون عنه كذباً وافتراءً لأغراض دنيئة في نفوسكم المريضة… وإننا حين نخطب عنه وفي حقه صلى الله عليه وسلّم ليست خطب كراهية فذلك ليس من شيم الإسلام وأهله وإنما هو دفاعاً ونصرةً له عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم نحو ما يحاك منكم ضده وضد الإسلام والمسلمين،، اللهم صل وسلّم وبارك على نبينا وحبيبنا وسيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلّم..
كما نناشد الهيئات والمنظمات المختصة بدعم ومطالبة من كافة الدول العربية والإسلامية بالسعي نحو سن قانون دولي يحمي ويجرّم ازدراء الأديان والتطاول على الرسل والأنبياء والتعدي على الكتب السماوية، وحماية ذلك من حرية التعبير عن الرأي (كما يدعي دوماً المسيئين)، وذلك بفرض عقوبات رادعة لكل من تسوّل له نفسه الإتيان على مخالفة ذلك سواء بالقول أو الفعل.. وفقنا الله لكل خير وصلاح.