رؤياي لرسول الله في المنام منحني الأمان والاطمئنان
أسماء بنت جمعة المخيني
ما نزال نعيش النفحات الإيمانية في ذكرى مَولد سيّد البشرية، محمداً صلى الله عليه وسلم، فما أحلاها من أيام، وما أسعدها من أوقاتٍ ونحن نتفيّأ ظِلال الأيام المباركة، ونستذكر سيرته العطرة ومعاملته الحسنة، حيث كان عليه الصلاة والسلام منهجاً لحياتنا وضياءً نسنتير به في دروبنا.
وبدايةً أقول أنه مهما كتبتُ وخطّ قلمي تضامناً لنصرة الرسول الأعظم عليه الصلاة و السلام فإني لم ولن أوفّيه حقّه لمحاسنه العظيمة وأخلاقه الرفيعة وصفاته الجميلة، فكانت نفسه مطمئنة، وقلبه رحيمٌ.
ولقد تزاحم الكُتّاب وأصحاب الأقلام في التعبير عمّا تجيش به قلوبهم وتنشرح له صدورهم وتطمئن إليه نفوسهم من المحبة والمشاعر الصادقة تجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما أدلّ على ذلك أكثر ممّا نراه من التضامن الكبير بين المسلمين في كل مكان، وإعلان حبّهم له وسخطهم وغضبهم لمن يسيئون إلى شخصه.
وإنني في هذه العُجالة وبمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ليُشرّفني أن أستعرض جانباً من قصّتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث أكرمني المَولى جلّ وعلا برؤية نبيّه صلى الله عليه وسلم في المنام بعد أن منّ الله عليّ ووفقني بالإكثار من الصلاة عليه قبل النوم فرأيته صلى الله عليه وسلم بَهيّ الطلعة، جميل المُحيّا، يقف أمامي، وبجانبه صاحبه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، وحيث أن رؤيته حقّ، ولا يمكن أن يتمثّل الشيطان به، حيث كنت أنتقل في جنبات الكعبة المشرّفة، فكان قلبي ينبض حُبّاً، وصوتي يرتفع تهليلاً وتكبيراً، ووجدت نفسي قد تعطّرتُ بتلكم الروائح الزكية، وتاقتْ حنجرتي بالصلاة المحمدية المباركة، والتي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يثبّتني عليها في كل وقتٍ وحين، وما هي إلا لحظات، حتى استيقظتُ من نَومي، ولكنّ الرؤيا الجميلة ما زالت تتراءى أمامي، وصداها يتردّد إلى أذنياي ومخيّلتي، فالحمد والشكر والمنّة لله على هذه النعمة الجليلة، فرؤية الحبيب المصطفى بشارة خيرٍ لي والحمد لله.
وإنّ رسول الله وإنْ كان قد رحل عن دنيانا لكنّه خالدٌ في قلوبنا، وتصديقنا له لن ينثني، شعارنا في ذلك: (رضينا بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا).
فهو لم يغِب عنّا أبداً، وحبّ أمّته له لا ينتهي، ونشهد أنه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حقّ جهاده، والله يجزيه عنّا خير الجزاء، ونسأله تعالى أن يمنّ علينا بأن يسقينا نبيّنا محمد من حوضه المورود بيديه الشريفتين شربةً هنيئةً لا نظمأ بعدها أبداً.
ولا شكّ أن الصلاة عليه هي رحمة للعالمين، وفيها الشفاء، ففي إحدى المرّات مرضتُ مرضاً شديداً ألزمني الفراش، وانتابني الخوف والهلع مما ألاقيه، فأكثرت خلالها من الصلاة عليه، وما هي إلا لحظات حتى لامستْ نفسي الهدوء والسكينة والاطمئنان، فالحمد لله رب العالمين.