سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
فعاليات وأنشطة النبأمقالات صحفية

نحبك يا رسول الله ، محمدنا خط أحمر

د . أمينة بنت راشد الراسبية

نقرأ كثيرا عن التقدم والتطور ، وكثيراً ما نجده مرتبطاً باختراعٍ أو صناعة عطور تنسب إلى ماركة معينة، أو نوعٍ فاخر من الشوكولاته، وللأسف نحن من نسمي هذا تطوراً وتقدماً دون وضع أدنى اعتبار لربطه برقي الخلق واحترام ديانات وثقافات الشعوب، مما جعل التركيز منصباً على تطور ظاهري سطحي، بغض النظر عن ما يحمله هذا المتطور من دناءة خلق وسفاهة قول، وقد يكون هدفه التصفيق والتشجيع لجذب مناصرين يكنون في دواخلهم البغض والحقد والكراهية للإسلام والرسول وأمة الإسلام.

يدعون الثقافة وحرية الرأي والفكر كدول متقدمة، بينما الواقع مختلف تماماً، فهم متناقضون، وينادون بالاحترام، وبالأخلاق والتعامل الراقي، ورغم هذا، أقوالهم وأفعالهم وكتاباتهم ورسوماتهم تسيء للإسلام والمسلمين، فأقوالهم وأفعالهم منافية لما ينادون به ويصرحون به،
وهم بذلك أكدوا أن القيم تبدلت و تبددت، قيم الحرية والعدالة، وتناسوا أن حرية التعبير تقف عند حدود حرية الآخرين، هل هذه هي حرية الفكر والرأي؟! هل الحرية في التعرض بإساءات بالقول والرسومات الكاريكاتيرية لرسول الإنسانية والإيذاء بالفعل للإسلام والمسلمين؟! أين الأخلاق في هذه الممارسات المشينة ؟!
إنهم كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً، فلم ينفعهم علمهم، ولا تطورهم ؛ لأنه لم ينعكس على أخلاقهم وسلوكهم فلم يحترموا ولم يدَعوا الإسلام ، ومهما وجدوا والتف عليهم مناصروهم ومؤيدوهم ، فالله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد وسيكسر شوكتهم وسينحدرون لمهاوي الردى والهلاك.
قد يتوقع هؤلاء أنهم باستفزازهم المسلمين سيستسلم لهم المسلم، بحجة حرية التعبير والفكر والرأي، ولكنّه تغافل عن أنه قد فتح مساحة لجميع المسلمين للدفاع ونصرة الرسول الحبيب، فحبنا للرسول في قلوبنا، ولن ينال منه قولاً مشيناً ولا رسماً كاريكاتيريا، فعظيم الأخلاق كل المسلمين يميلون إليه، قال تعالى:” وإنك لعلى خلق عظيم”.
ولأننا مسلمون ؛ وبالرغم من إساءاتهم المتكررة لم نسئ لدينهم لكن قمنا بما يمليه عليه ضميرنا، وما يحتمه علينا واجبنا تجاه رسولنا الحبيب، رسولنا الذي أنار عقولنا بنور العلم والمعرفة، ومسح على قلوبنا برأفة ورحمة نابعة من أخلاقه المحمدية، فما قمنا به من رفض لهذا الأسلوب المشين بكتابة ما نشعر به تجاه رسولنا الحبيب، ومن يكون بالنسبة لنا، ولمقتنا لكل قول وفعل وكتابة ورسم يسيء إليه ولديننا الإسلامي الحنيف، وهو واجبنا الذي سنؤديه ما حيينا، وما دامت قلوبنا تنبض بالحياة ستنبض حباً وولاءً للرسول المصطفى –عليه الصلاة والسلام-.
محبتنا لرسولنا تعني أن نؤثر حبه على كل شيء، ألا نصمت لأي إساءة له، وألا يمر علينا ما نراه ونسمعه عبثاً بدون أن يكون لنا موقف، فنحن مطالبون، وهذا حق علينا تجاه رسولنا وتجاه ديننا الإسلامي القويم، فرسولنا كما وصفه الله سبحانه وتعالى : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ} سورة النجم الآيات٣و٤ .
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قالها الفاروق – عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بحب وهو يبكي ” لقد كان لك جذع تخطب الناس عليه، وعندما كثر عدد المسلمين اتخذت منبراً، الجذع حن لفراقك، فأمتك أولى بالحنين عليك حين فارقتهم”.
لكي يدخل الإسلام قلب المرء لا بد أن ينطق بالشهادتين، الشق الأول من الشهادة أشهد ان لا إله إلا الله، قرنها الله سبحانه وتعالى بالشق الثاني من الشهادة، وهي أشهد أن محمداً رسول الله، وفي هذا دليلٌ على أن دين الإسلام يقوم على هذين الركنين الأساسيين وهما، الإخلاص لله بالقول والفعل، واتباع سنة رسوله –عليه أفضل صلاة وأزكي تسليم-.
واجبنا نصرة رسولنا، والدفاع عنه بكلِّ ما أوتينا من قوة، وهذا هو الصدق الحقيقي في محبة المسلم لرسولنا الكريم، فهو القدوة الحسنة لنا، فمن اقتدى به نال الاستقامة على طريق الهدى والحق، والثبات على أوامر الدين الإسلامي، أربعة عشر قرنا من الزمان لن ننسى ما علمنا إياه الحبيب المصطفى :”لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”..
سنقاطع المنتجات، نعم سنقاطع، ولن يكفينا ذلك، سنكتب كلمات تزيد حبنا لرسولنا، وتعطي رسائل للعالم كله أننا سنتكلم، ولن نسكت، ولن نستسلم، فرسولنا يستحق منا كل هذا الدفاع والنصرة، وهذا قليل في حقه، وليدرك العالم أجمع إن كان يمتلك عقلاً وفكراً ، من منا يمتلك كفة الميزان الأرجح !!!

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights