تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
فعاليات وأنشطة النبأمقالات صحفية

وَإنَكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

الدكتور :  سعيد بن راشد الراشدي 29/10/2020م

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرُسلَ هادياً ومبشراً ونذيرا، معلم البشرية الهادي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
قال سبحانه وتعالى في مُحكم التنزيل: “وَإنَكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” الآية 4 من سورة القلم، هكذا وصف الله سبحانه وتعالى رسوله ونبيّه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه على خُلق عظيم، وكيف لا؟ وهو النبي المختار، وخاتم النبيين صاحب الوجه الأنوَر، والجبين الأزهر، والشفيع المُشفّع يوم العرض الأكبر، الصادق الصدوق، الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجعلها على المَحَجّةِ البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغُ عنها إلا هالك. صلى الله عليه وسلم كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
تُشرق علينا وعلى كافة أقطار الأمة الإسلامية في هذه الأيام العطرة ذكرى ميلاد حبيبنا وشفعينا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تلك الذكرى التي انتقل بها العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، فبميلاده في الثاني عشر من ربيع الأول أشرق النور الربّاني على الكون فأضاءه من مشرقه لمغربه، بعد أن كان الجهلُ وعبادة الأوثان، ووأد البنات، وشُرب الخمور، والتناحر والقوي يأكل الضعيف سائداً في المجتمع الجاهلي، فتعطّر الكون بميلاده صلى الله عليه وسلم مسكاً وعنبرا.
والمتتبع لسيرته النبوية الشريفة يجدهُ صلى الله عليه وسلم يكتسي بأفضلِ وأنبل الأخلاقِ الكريمةِ في مختلف جوانب حياته الشريفة، فكان عليه الصلاة والسلام يوصَف بالصادقِ الصدوق بين قومهِ، ولقد قامت قريش بتجديد بناء الكعبة، وقد شارك الرسول عليه أفضل الصلاةِ وأزكى السلام أبناء قومه في نقل الحجارة، وعندما اختلفوا فِيمَن يقوم بوضعِ الحجرَ الأسود في مكانه، فكلاً منهم كان يطمح أن ينال شرفَ وضع الحجر الأسودَ في مكانه.
حيث وصل النزاع بينهم لشدته فحكّموا أول شخصٍ يدخل عليهم في البيت الحرام، فكان عليه الصلاة والسلام هو من خرج عليهم فهتفوا جميعاً بالصادق الأمين رضينا، وأخبروه بنزاعهم فأشار عليه الصلاة والسلام عليهم بوضع الحجر الأسود على رداء، ثم أمر زعيم كل قبيلة بحمل الرداء من طرف، والقيام برفعه جميعاً، وحمَله عليه الصلاة والسلام بيده الشريفة ووضعه في مكانه، وقد أنهى النزاع فيما بينهم.
كذلك من سيرته الشريفة العطرة حين سُئلتْ عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها عن خُلق رسول الله وهي أقربُ الناسِ إليه ردّت قائلةً:
كان خُلقه القرآن، حيثُ يتّضح لنا بأن أخلاقه صلى الله عليه وسلم جميعها كانت متمثلةً في كل ما جاء به القرآن الكريم.
وفي سيرته الشريفة صلى الله عليه وسلم نبراساً ومثالاً يُحتذى به وقدوةً أحقُ بنا نحن أمته أن نقتدي بها ونأخذها كمنهجٍ عَطرٍ في مختلف جوانب حياتنا اليومية، وفي جميع معاملاتنا مع مجتمعنا وأهلنا.
فكانت سيرته العطرة مع أهله توضّح لنا المنهج الإسلامي الرائع في كيفية التعامُل مع الأهل، فكان صلى الله عليه وسلم رحيماً بين أهله ويتمثل ذلك في قول أم المؤمنين إنه كان يرقّع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويقوم بكثيرٍ من الأمور الشخصية التي ربما يأنف منها البعض منا الآن في حياتنا اليومية، وكان صلى الله عليه وسلم لطيف المعشر مع أهل بيته، وكان يسمي نساءه بأحبّ الأسماء إليهنَ.
فمثلاً لا على سبيل الحصر كان عليه الصلاة والسلام ينادي أم المؤمنين عائشة بأحبّ الأسماء إليها ويقول لها: يا عائش.
وإنني في هذا المقال البسيط لا أستطيع أن أوفّيَ مناقبه صلى الله عليه وسلم وسرد سيرته الشريفة العطرة، ولكنني اقتطفتُ زهوراً قليلة من بستان سيرته الشريفة الخصب عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وُفقت في ذلك، فما من توفيقٍ فهو من الله، وما من تقصير فهو مني. وختاماً أسأله سبحانه وتعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن ينصر رسوله الكريم إنه سميع مجيب.
12 من ربيع الأول 1441 هجري الموافق التاسع والعشرون من أكتوبر 2020 م.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights