المنصات التعليمية الإلكترونية والتوجه نحو التعليم الأخضر
منصة جوجل كلاس روم (google class room) أنموذجًا
د/ هدى مبارك الدايري
انعكاسا لما يستجد على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية من تغيرات طارئة ومستجدة، كتلك التغيرات التي فرضها فيروس كورونا (كوفيد 19)، التي أثرت بدورها في الخطط والإستراتيجيات لكثير من القطاعات التنموية بشكل عام، والقطاع التعليمي على وجه الخصوص. وانطلاقا من حرص مؤسسات هذا القطاع المهم على التطوير المستمر لعمليتي التعليم والتعلم، ومواكبته لهذه التغيرات؛ اُستحدثت المنصات التعليمية كأحد الأساليب التعليمية الحديثة البديلة عن التعليم المباشر داخل الفصول الدراسية؛ لضمان استمرار التعليم في ظل تحديات الجائحة وانتشارها وتأثيرها في مختلف المجالات. وتعد منصة جوجل كلاس روم (Google class room) أحد أبرز هذه المنصات؛ إذ تمثل مستودعًا رقميًا يحوي الكثير من المواد التعليمية، والبرامج والتطبيقات الإلكترونية التي تتيح للمعلم مشاركتها مع طلابه، كما يمكنه أيضًا إرسال الأنشطة الصفية والتكاليف، والواجبات المنزلية لهم بكل سهولة ويسر. ولعلنا نجد في هذه الميزات التي تختص بها هذه المنصة خطوة للتقدم ودعم التوجه نحو التعليم الأخضر.
ويُعرّف التعليم الأخضر بأنه ذلك النوع من التعليم الذي يُعنى: بنقل المعارف، والمهارات، والقيم، والسلوكيات ذات العلاقة بالتنمية المستدامة. ويمكن توضيح أهمية المنصة في تحقيق هذا النوع من التعليم من خلال الإشارة إلى تأثيراتها في جوانب عدة، منها: الجانب التعليمي؛ فالتعليم في الفصل الافتراضي (المنصة التعليمية) يُتيح للطلبة الولوج إلى عدد من المواقع، والبرامج التي تعرض المواد العلمية في وقت سريع، وفائدة أكبر، وإمكان إعادة استخدامها واستفادة الأجيال الحالية واللاحقة منها لتصبح تعلمًا مدى الحياة، كما يمكنه أيضًا من خلال التكنولوجيا المتاحة في المنصة التعليمية التفاعل مع المعلم، والمادة العلمية، والأقران، عن طريق عدد من البرامج والتطبيقات، منها: برنامج ، (google meet) وبرنامج (chat) . وتفاعلهم غير المباشر أيضًا من خلال استخدام البريد الإلكتروني، أو تفعيل ساحة المشاركة المضمنة في المنصة، وهذا من شأنه أن يصقل شخصية الطالب، ويعزز ثقته بنفسه، ويزيد من دافعيته نحو التعلم، ويوسع مداركه، ويقلل من العبء المعرفي لديه (Aithal & Rao, 2016). كما يستطيع المعلم من خلال المنصة التعليمية توصيل المعلومات والمعارف في وقت قصير، والاستفادة من البرامج والمواقع والتطبيقات، وإنشاء مجتمعات التعلم المهنية الافتراضية ولا نغفل عن أهمية التعليم الإلكتروني من خلال المنصات التعليمية أيضًا في الجانب البيئي؛ وذلك من خلال التقليل من كمية الأوراق المستهلكة في إعداد الأنشطة والاختبارات، واستبدال ذلك باستخدام الأجهزة اللوحية. أما في الجانب الاجتماعي تظهر صورة أخرى لتعزيز التعليم الأخضر، وهي الإحساس بالمسؤولية المهنية، والمبادرات، والتعاون، واتخاذ القرار لكل المستفيدين من المنصة التعليمية. ويأتي دور ولي الأمر أنموذجًا لتأكيد هذه الصورة؛ فيستطيع متابعة ابنه والتواصل مع المعلم ومدير المدرسة بسهولة ويسر.
كما ينعكس دور المنصة التعليمية في تعزيز التعليم الأخضر في الجانب الاقتصادي على المؤسسة والعاملين فيها على حد سواء؛ فاستخدام تطبيق جوجل درايف (google drive) سيمنح العاملين في مجال التدريس مساحات تخزينية هائلة من أجل حفظ أعمالهم، دون الحاجة إلى تخزينها في ملفات ورقية كما هو مألوف في النظام التعليمي التقليدي، ويقلل من الهدر في شراء هذه الملفات، والكماليات المرتبطة بها، كما ستقلل المنصة من المبالغ التي يتم دفعها من قبل المؤسسة في طباعة الكتب، وإنتاج الوسائل التعليمية الورقية بشتى أنواعها. وفي ضوء تلك الميزات والفوائد التعليمية للمنصات الإلكترونية، آن الأوان للاستفادة منها وتوظيفها في التعليم الأخضر.
مراجع ذات صلة:
Aithal, P. S., & Rao, P. (2016). Green Education Concepts & Strategies in Higher Education Model. International Journal of Scientific Research and Modern Education (IJSRME) ISSN (Online), 2455-563.
Lin, C. C., Ma, Z., & Gerstlberger, W. (2012). The ‘Green’concern in e-learning development findings from a university case study in the UK. International Journal of Foresight and Innovation Policy, 8(1), 84-100.