أنت الحكم
خوله كامل الكردي
لطالما طالعت نيتفليكس جمهورها بأفلام تمتعهم وتسلي أوقات فراغهم، فبسبب ظهور فيروس كورونا وما تبعه من ظروف الحجر الصحي والمنزلي وإجراءات الحظر الشامل والتي انتشرت في معظم الدول التي أصابها المرض، استغل العديد من الناس أوقاتهم بمشاهدة افلام نيتفليكس، والتي ذاع صيتها كثيرا، وزاد عدد المشتركين لها وزادت بالتالي أرباحها، حتى علق مديرها بأنهم كانوا محظوظين بكورونا!، فكما قال البعض معلقا على كلمته مصائب قوم عند قوم فوائد.
نحن قصدنا من هذه المقدمة أن نعرج إلى نقطة مهمة لربما غفل عنها من يشاهد ويطّلِع على نيتفليكس، لقد اعتقدت على الدوام أن تلك الشبكات لا تستحق أن يضيع المرء وقته الثمين لمشاهدة أفلام لا يتوقع محتواها، ولطالما عوّل الكثير من محبي نيتفلكس على جودة ومتعة مشاهدة أفلام تلك الشبكة التي تعرض أفلاما جديدة لم يسبق مشاهدتها من قبل. مختصر الكلام أن نيتفلكس قد عرضت في الآونة الأخيرة إعلانا لفيلم يسيء للأطفال ويدعو إلى استغلالهم بصورة غير مقبولة، ففيلم كيوتز الذي يصور حياة طفلة مسلمة تعيش في فرنسا مع عائلتها، يبين الفيلم كيف أن الطفله اني أجبرت على الحجاب وفرض عليها عدم الاختلاط بأخريات يعشن حياة منفتحة بشكل كبير، وكأنما الفيلم يصور مدى المعاناة التي تعانيها الفتيات المسلمات والتي تعتبر قاسية بحقهن وتحرمهن من متعة الحياة وألقها!؟
تتمرد تلك الطفلة على الحجاب والقيم التي تحاول أمها تربيتها عليها، فتنجرف للاندماج مع فتيات في حلقات رقص ولهو مشين لا يليق بطفلة في عمرها.
هذا الفيلم وما احتوى على مشاهد منافية للقيم والمبادئ المنادية لحقوق الطفل، تعللت منصة نيتفلكس أن الصور التي استخدمت في الملصق الدعائي للفيلم غير لائقة؟! فهل اعتذار نيتفلكس عن الملصق الإعلاني للفيلم يكفي؟؟
نيتفلكس كما قال بعض الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي أن إصداراتها صارت مقرفة، تعرض صور بشعة ضد فطرة الإنسان، تصور المسلمين شواذا ومجرمين وداعمي المثلية، وكأنها دعوة ثورية ضد الأخلاق الإسلامية والمنظومة الأسرية.
نيتفلكس لم تسحب الفيديو نفسه بل عدلت من الملصق الدعائي للفيلم، علينا أن نكون داعمين للأخلاق والمبادئ ونتمسك بعقيدتنا السمحة، لأنها المصد الأول والأخير ضد تلك المحاولات البائسة لتدمير الاخلاق والعقيدة.