الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (( القوة العسكرية ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء الخامس:-
سوف يكون هذا الجزء عن القوات العمانية الحربية في زمن الإمام أحمد، وسوف نستعرض بإذن الله القوات العمانية المسلحة العمانية البرية وتسليحها .
– أدرك الإمام أحمد بأنّ البلد بحاجةٍ إلى جيشٍ نظاميٍّ، ويجب تغيير النظام القبلي القديم، وهو جَمْع الجيش عند الحاجة.
– لقد ازدهرت عمان في زمن هذا الإمام كثيراً وعمَّ الرخاء كامل الرّقعة الجغرافيّة لعمان، وحصلت عمان على ثروةٍ هائلةٍ تتطلّب المحافظة عليها وحمايتها من الأطماع الخارجية.
– قام الإمام أحمد بإنشاء جيشٍ ثابتٍ منظمٍ تمّ تنظيمه على الأُسُس العصرية، وأشرف بنفسه على تسليحه.
– كما أمر الإمام بإنشاء أسطولٍ بحريٍّ قويٍّ جداً استطاع من خلاله أن يردع الأطماع الخارجية خاصّة الفارسية منها.
– استخدم الإمام القوات العسكرية لإطفاء الكثير من الفِتن في الداخل كما مدّ يدَ المساعدة للخارج، فعندما تعرّضت البصرة لغزو الفُرس عام ١٧٧٥م أرسل الإمام أسطوله البحري لنجدة وفكّ الحصار عن البصرة، كما أرسل قوةً بحريةً إلى حاكم مانكالور الهندية لمساعدته ضدّ القراصنة.
ولإعطاء المزيد من التفصيلات عن قوة عمان العسكرية في زمن الإمام أحمد سوف نستعرض القوّات البريّة والبحرية وكذلك عملية تسليح القوات العمانية، وهي كما يلي:
١- القوة البرية.
٢- القوة البحرية.
٣- التسليح.
👈🏻 القوة البرية 👉🏻
– أنشأ الإمام جيشاً نظامياً من أبناء الشعب العماني، فأحسن تنظيمه وتدريبه وتسليحه، وقد تشكّل هذا الجيش من عنصرَين رئيسيّين هُما البلوش والزيجلوس.
– عارض بعض العلماء هذا الأمر، ولكنّ الإمام أصرّ على تكوين جيشٍ نظاميٍّ مستقلٍّ بدل الاعتماد على الأسلوب القديم.
– لم يُفرّط الإمام بالنظام القديم بشكلٍ كُلّي ولكنْ جعله يشبه جيش الاحتياط بالمُصطلح الحديث.
– تسلّح هذا الجيش بالبنادق والسيوف والحراب والدروع.
– يتقاضى الجندي في الجيش العماني مبلغاً وقدره عشرون محمدية، وتساوي أربع روبيّات بشكلٍ شهريّ.
– يبلغ عدد القوات المسلحة البرية في زمن الإمام أحمد حوالي ثلاثين ألف مقاتل.
– وزّع الإمام قوّاته في المناطق الاستراتيجية وهي:
الرستاق
ومسقط
وصحار
– اهتمّ الإمام بِبناء الاستحكامات والتحصينات العسكرية والتي تشمل القِلاع والحُصون والأبراج وترميمها وتطويرها بما يتوافق مع الآلات الحربية الحديثة.
– حظِيَت جميع الاستحكامات العسكرية الساحلية منها أو الداخلية بالعناية والصيانة من الإمام أحمد بشكلٍ شخصيّ، كما كان لترؤّسه قيادة الجيش البرّي وتفقّده المستمرّ لمُنشآته أثرٌ كبيرٌ في دعمه والنهوض بواجباته، وقد استطاع إعادة وحدة البلاد وتماسُكها، فقد حوّل الإمام أحمد عمان إلى دولةٍ يُحسَب لها حساب على الصعيد الداخلي والخارجي.
👈🏻 التسليح 👉🏻
(( الجيش البري))
اهتمّ الإمام أحمد خِلال حُكمه بتسليح الجيش بمختَلف أنواع الأسلحة التي تُمكّنه من الدفاع عن سيادة البلاد فضلاً عن الحِفاظ على وحدة البلاد وتماسكها والقضاء على الفتَن والاضطرابات التي تحدُث بين الحين والآخَر.
– تمّ تسليح الجيش بالبنادق التي تطلَق بإشعال فتيلٍ داخلها وتُسمّى محلياً (بالتفق) وتسمى أيضاً بنادق الجزيل.
– كان أغلب البنادق الخاصّة بالجيش من تركيا ومن خلال التجارة مع الدّول الأخرى أيضاً مثل فرنسا وغيرها من الدول أو عن طريق التصنيع المحلي.
– ومن أسلحة الجيش أيضاً السيوف والحِراب (البلطات) وكذلك الدروع الصغيرة بالإضافة إلى السلاح الوطني التقليدي الذي يرتديه كل فرد من أبناء القبائل، وهو الخنجر.
– التدريب العسكري للجنود هو عبارة عن صَقل وإعادة تدريب، إذْ إنّ العناصر الأجيرة من البلوش والزيجلوس يأتون من بلادهم على أحسن حالٍ من التدريب، أمّا العناصر المحلية فإنهم تدربوا على السلاح منذ الصِّغر، فيتمّ إعادة تدريبهم خلال انخراطهم في وحدات الجيش العماني.
– كانت المُنشآت العسكرية تقع في المُدن المهمة؛ كمسقط والرستاق وصحار .
– الحصون والأبراج والقِلاع من ضمن صلاحيات القوات البرية حيث تُنصَب فيها المدافِع وأبراج المراقبة وغيرها من الاستحكامات الدفاعية.
– وبهذه القوات البرية تمكّن الإمام أحمد ومن جاء بعده من أبنائه من فرض إرادة عمان وحماية مصالحها الوطنية في الخليج العربي والقارّة الأفريقيّة، كما تمّ تأمين الخط التجاري مع الهند ضد القراصنة.
ونظراً لطول المقال المُخصّص عن إنشاء القوات المسلحة العمانية بفرعيها البري والبحري، فقد تمّ تقسيمه إلى جزأين، والمقال القادم بإذن الله سوف يكون عن الأسطول البحري العماني وتسليحه.
المصادر:
– عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد
١٧٤٤ – ١٧٨٣م .
المؤلف:
فاضل محمد عبد الحسين جابر