تفاؤل وسط العاصفة
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
إن ما يمر به العالم من تغيير جذري في جميع مناحي الحياة والعواصف الكونية الكبيرة التي حلت بالأرض من أمراض تفتك بالبشرية واقتصاديات تتهاوى تباعاً وحروب خفيةً ومعلنة عمت الأرض بأسرها فأصبحت الحياة العامة للشعوب بين مد وجزر يقاوم من يستطيع إمساك العصا من وسطها ويغرق ممن بقي على جانبي العصا المبهمة النتائج نحو سقوط ونجاح الدول التي تقف مشدوهة أمام ما يحدث حولها من تغير وأحداث متسارعة متلاحقة يجب أن يحزم الجميع أمتعته أمامها .
ونحن في دول الخليج العربي منبع الثروات والخيرات يتربص بنا العالم أجمع ويسعون للنيل من تلك الثروات العظيمة التي اختصها الله بها ، ومع ثورة النفط نالت دولنا الكثير من التنمية في جميع المجالات وأصبحت اقتصادياتنا قويةً بتلك الثروات التي مرت سنينها بين مدٍ وجزر ومن عاصفةٍ إلى أخرى شهدها العالم حتى جاء عام 2020 م بعواصفه الشديدة على العالم أجمع .
اليوم تعيش دول الخليج والعالم عموماً أزمات كبيرة من جائحة كرونا التي أهلكت الحرث والنسل ومن انخفاض سعر النفط أهم ثروات الخليج العربي إضافة إلى القلاقل والحروب والأيدلوجيات الجديدة التي باتت تتكشف نواياها وتحكم العالم .
وسلطنة عمان التي تعتبر إحدى دول الخليج الست والتي اتخذت عدة خطوات سباقة من أجل مقاومة هذه الجائحة والعواصف التابعة لها من أجل الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر وباقتصاد قوي يستطيع أن يقاوم هذه العاصفة الشديدة التي تمر على العالم لأول مرة بهذه الشدة لا زال الأمل والتفاؤل هو سيد الموقف بإذن الله .
فمع الخطوات والقرارات والتنفيذ الفوري لكل تلك الإصلاحات باتت عمان رائدة في خوض هذه التجربة الفريدة من نوعها نحو مقاومة العاصفة وضمان البيئة الإستثمارية والإقتصادية الواعدة ومع وعي أبناء المجتمع بكل هذه الظروف والخطوب التي تحدث حولنا وتكاتفهم نحو الحكومة في رؤاها القادمة بات جلياً بإذن الله عبور العاصفة في القريب العاجل .
الوقوف مع ما تم إقراره والإصلاح في جميع المجالات والشفافية في جميع ما يطرح والأمانة في التنفيذ وتشجيع الشباب للإنخراط في سوق العمل ودعم الكفاءات الواعدة وتبسيط الإجراءات والتقليل من الرسوم والضرائب خلال هذه الفترة وتكثيف الرقابة الادارية والمالية سوف يدعم جميع الجهود نحو تعدي هذه الفترة الحرجة على جميع الشعوب .
إن سلطنة عمان بسياستها الهادئة وثوابتها الراسخة ومحبة أبنائها الأوفياء وتكاتف القيادة مع الشعب من أجل تذليل كل الصعاب عنهم سوف يساهم في استقرار الاقتصاد وديمومته من أجل مستقبلٍ زاهر وواعد بإذن الله .
اليوم يجب أن نستقرئ المستقبل لصالح مجتمعنا وأبنائه والأجيال القادمة من خلال التريث في كل ما يحدث حولنا ولنأخذ العبر من دول كبيرة سقطت قتصادياتها بسبب التضخم الكبير وعدم اتخاذ خطوات سريعة واعدة لمقاومة هذا المد الكبير .
من هنا نقول بأننا متقائلون وسط هذه العاصفة الشديدة بمقدرات الوطن وقيادته وشعبه ودعوات الصالحين حوله بأننا سنعبر المحيط وستنزاح الغمة وينقشع الضباب وسيرفل هذا الوطن في الخيرات وسيكون كما عهده الجميع وطن الأمن والأمان والسلام والرخاء وسينعم أبناءه ومن يعيش فيه بالعيش الكريم .
حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها حرة أبيةً عامرة بالخير في جميع العصور والأزمنة فلا زال دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل عمان قائماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ولا زال التفاؤل والتوكل على الله ينذر بزوال العاصفة .