أحمد بن موسى البلوشي
مهما كنت تملك من مقومات ومهارات، ومهما كنت فعالاً، إلا أنه لا يوجد شيء يفوق قوة العمل الجماعي وفعاليته، بشرط أن يكون هذا العمل منظم ومخطط له، وهو لا يحدث دون جهد، بل يحتاج إلى مجموعة من الأعضاء يمتلكون مهارات التواصل بشكل صحيح ويتعاملون مع الخلافات ويتقنون مهارات صنع القرار، أصحاب الهمم العالية يدركون أن إنجاز الأهداف والمهام لا تتم بشكل فردي دائمًا، لأن ذلك يتطلب مجموعة من المواصفات والمقومات التي لا تتوفر في شخص واحد مهما كانت قوته وإمكانياته.
ولذلك نجد سيدنا موسى عليه السلام يدعو الله عزوجل أن يشدّ أزره بأخيه، كي يكون له سنداً ويدعمه في مواجهة فرعون، وكذلك خير خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهبه الله أصحاب مخلصين وأوفياء حملوا أعباء الرسالة معه.
يؤكد أحد أكبر وأهم علماء الإدارة في المستديرة الأرضية وهو ستيفن كوفي بأن العمل الجماعي أصبح منهاج متكامل وعلم من علوم الإدارة، وأنه لا يمكنك تحقيق النجاح المطلوب بمفردك سواء في مجال العمل أو المجال الإجتماعي، لذلك تأسيس فريق عمل بشكل جماعي هو الضمان للنجاح، ففريق العمل هو القوة الأساسية لأي مكان، ويؤكد كوفي بأن الناجحين والعظماء والمبدعين يتشابهون في صفات كثيرة أحدها القدرة على التواصل مع غيرهم والتعاون معهم لتحقيق إنجاز مميز، ويؤكد أن التعاون الإبداعي الخلاق من شأنه أن يُنتج إنتاجاً وفيراً، ويقلل نسبة الأخطاء، ويقول كوفي في كتابه المشهور ” العادات السبع للناس الأكثر فعالية” أن التعاون والتكاتف مع الآخرين ينتج أفكار وجهود عقول مختلفة، ويؤكد على أننا لو تعاونا فسوف نتخطى هذه المعادلة:
1+1 = 2 إلى 1+ 1 = 3 وإلى أكثر من ذلك.
لذلك يجب على كل مسؤول أن يشجع على العمل الجماعي، ويكون قادرًا على بناء فريق عمل متميزًا ومتجانسًا، وأن يُعطى الفريق سلطة اتخاذ القرارات بناءً على ما يرونه صحيحًا ومناسبًا في حدود العمل المطلوب.
