2024
Adsense
مقالات صحفية

بائع التطبيع

‏راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
ما الذي يَحدث حَولنا؟ هل ما يحدث في مَساره الصحيح؟ وهل نضَج العالم من حَولنا مِثلما ينضج التّين ليأتي مَن احتَلّ الأرض ليقطف ثمار خُبثه ودهائه ويزرع في أنفسنا أنه المظلوم الكسير؟
ما الذي يحدث حولنا لنرى انكسارات الشعوب والأمم تتهاوى تحت أرجُل مَن حَرث فلسطين فوق أجساد الشهداء مِن شبابٍ وعجائزٍ وأطفال ونساء لم يُفرّق بينهم في القتل والحَرث؟
ما الذي يحدث حولنا لنُسلّم رقابنا لبني صِهيون ولا ندري ما هو آتٍ منهم غداً؟ لعنهم الله وأخزاهم.
أبْدلْنا سُنن الله في مَلكوته لنحرِف ما جاء به القرآن الكريم وسائر الأديان فيهم ولنُرضي سادَتهم وكُبَراءهم.
قال تعالى:
( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) صدق الله العظيم.
ما الذي يحدث والعالَم يهتزّ بهذا الاجتراء على الله والرسول صلى الله عليه وسلم بقبول أمثال هؤلاء الفُجّار إخواناً لنا في أوطاننا.
يُخطّطون ليس لفلسطين كما يُوهمون الجميع، بلْ لدوَلنا مُجتمعةً في ظلّ برامج ومخطّطات مُبرمَجة بخُبثهم المَعهود، قاتلهم الله.
نحتفل بهم ونرفع راية الإسلام وأنّنا أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهماً لهم.
ماذا يحدث وما هي النتائج القادمة منهم؟ فهل تنازَلوا هم قَيد أُنمُلة عن ما سَلبوه ليرفع الجميع راية الاستسلام.
ماذا يحدث؟ فلنْ نذهب بعيداً، فما يحدث يَدلّ على بلاهة العقول أو تصدُّع النفوس أو نسيان ماضٍ قريب.
بائع التطبيع يوزّع جوازات المُطبّعين مقابل السلام والأمان والاقتصاد القويّ وازدهار الشعوب ورِفعة الأوطان بمكانتهم بين العالم وقد تناسَى الجميع صِفات اليهود وخبائثهم ومَكرهم، فهم يأخذون الكثير مُقابل إعطائنا الفُتات والفُتات القليل.
هم يَسلُبون ثروات وإرادت الشعوب مِن عَهد أجدادهم وأسلافهم بالقوة والخداع والمَكر، واليوم يعودون أخطر مِن ذي قبل.
بائع التطبيع جلس على عَرشه وانكبّ على خارطته يُقسّم الغنائم بعد أنْ يُطبّع الجميع وُفقَ إرادته التي يحلم بها لتحسين صورته التي أهتزّتْ وأهتزّ لها عرشه.
كلّ تلكَ المُقدّمات اليوم ستكون بإذن الله لِدَحر جيش أبرهة الأشرم، لكنْ الآن سيكون في فلسطين وليس في مكة المكرمة.
كلّها مقدمات ليوم النّصر الأكبر الذي يَعلمه سادتهم وكَبراءهم ويُخفونه في كُتبهم السماوية، فعقيدتهم ودَولتهم زائلةٌ لا مَحالة.
وغطرستهم وبقاءهم باتَ وشيكَ الانقراض، وليعلم بائع التطبيع أنّ ما يسعى إليه سيكون هَباءً منثوراً في القريب العاجِل.
تطبيعٌ ونشرٌ للسلام مِن غاصِبٍ مُحتلٍّ لنْ يكون،لأنّ أساسه واهنٌ ضعيفٌ وحقارته في التعامُل مع البشرية جَمعاء معروفة لدى جميع الشعوب التي تُقدّر الإنسانية والعيش في سَلام الخيّرين مع بني جنسهم.
لا شيء يُعيد السّلام سِوى ردّ المَظالم إلى أهلها وحِفظ حقوقهم وإعطائهم حُرّيتهم لكي يَنعموا بالأمن والأمان.
هُنا سَتُطبّع كلّ الشعوب، سلاماً يكون نَقياً بَهياً يُعيد للجميع حُقوقهم ويحفظ كرامتهم لِينعم الجميع بالحياة الكريمة.
حَفظ الله عُمان وسُلطانها وشَعبها، وحفظ شُعوب العالَم أجْمَع مِن وَيلات الحُروب والفِتن والمِحَن .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights