جدي الغالي إلى جنات الفردوس
عبدالله البراشدي
ساعات تجري وهموم تدار في قلوب حيرى.. كورونا حل رحاله فأصبح صديقا ورفيقا مجتمعيا حول العالم.. أبعد عنا من نحب وفرق شمل ممن جمعتنا بهم هذه الحياة. تسكن الأرواح مجتمعة في عالمنا وترحل وحيدة وتبعث وحيدة… ترحل بصمت دون ضجيج فتخلف الحزن والألم.. إلا أن سكنها في القلوب يدوم وذكراهم أصداءً تتردد في زوايا الأمكنة.. لا يوجد هناك ألم أكثر من أن نسمع عن خبر وفاة من نحبهم. صحيح أن الموت حق على كل إنسان في الحياة ولا يبقى لدينا إلا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم وأن ينور الله لهم قبورهم وأن يرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم.
لقد فجعنا فجعاً عظيما بوفاة الشيخ العبد المطيع لله المربي جدي حارث بن حمدان بن حمود البراشدي وقد آلمنا فراقه كثيرا، لقد قد كان حاضرا في حياتنا والدا ومعلما وصديقا ومحدثا.. نلوذ به عند الهموم فيسعدنا بطيب لقائه وحسن مجلسه.. لقد كان لنا حضنا وديعا بفراق نبع الحنان وتاج الحياة أمنا الغالية الحنونة.. فأصبح لنا كنفا وحضنا وملاذا يعوضنا حنان الأم.. وكأننا أيتاما لا سكن لنا في الحياة.. ولذا صدق المثل “أعز الولد ولد الولد”.
حيث تعلمنا منه الكثير من الأشياء عن الدين والدنيا ولم يكن قاسيا على أحد منا وكل من يعرفه يشهد بذلك، كم ترك لنا فراغاً في حياتنا سنفتقده في كل التفاصيل بدءا بالتجمعات العائلية معه في بيته الكائن بالخوض ونهاية بأحاديثه الشيقة و نصائحه الإيجابية لنا، فالجلوس معه لساعات لا يُمل أبدًا .
جدي الغالي بسبب الجائحة كورونا لم نستطع أن نراك لأشهر كما اعتدنا سابقاً وهذا ألمنا أكثر وسنشتاق لك ولأحاديثك الشيقة.
وهل بعد وفاتك يا جدي سوف نجتمع في نفس البيت مرة أخرى مع العائلة الكريمة؟! نتمنى ذلك لأنه لا تزال روائحهم الطيبة باقية في البيت وكل شي يذكرنا فيهم.
سوف نفتقدك كثيرا جدي يا أرق و أنقى قلب عرفته.
أعجز يا جدي أن أصفك بما يليق بمقامك ويعبر عنك أنت نموذج الطيبة والتسامح وصفاء القلب .
دعواتنا من رب العالمين بأن يكرمك من واسع فضله بأضعاف ما عانيت لقاء مرضك و صبرك
جدي الغالي؛ ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ويجمعنا به في جنات النعيم.