قضيّتكَ هدفك
أحمد بن موسى البلوشي
قدْ تعتقد أنّ الكلمات والحروف التي كتبتَها في يومٍ ما أو تكتُبها لاحقًا بأنها مُجرّدَ حِبرٍ على ورق، وأنْ ليس لها أيّة فائدة، ولكنّ هذه الكلمات قادرة على فِعلِ العجب، تستطيع جملة واحدة كتبتَها وتؤمن بها أنْ تقلب كيانك، وتُصبح شخصاً عظيماً، لا بدّ مِن أنْ تؤمن بقضيّتكَ حتى تصبح عظيمًا، إنّ القضية التي تؤمن بها بمثابة البوصلة التي تحدّد بَصمَتك في الحياة وتسعى لأجلها، فقط أنْ تؤمن، وكيف لكَ أنْ تؤمن بشيءٍ و أنتَ لا تملك قضية، كَمثالٍ على ذلك أنْ يكون لديكَ مشروع تؤمن به، وتضحي بالوقت مِن أجله للوصول لهدفكَ المطلوب.
يقول “جوان ستيوارت” الفيلسوف الإنجليزي:
فردٌ واحدٌ مؤمنٌ بشيءٍ يفوق في قوّته 99 من المهتمّين به فقط.
النجاح هو أجمل الأحلام التي تُراوِد مخيّلتنا، وهو الشيء الذي يسعى الجميع إليه، فمِن دونه تصبح الحياة ناقصة لا معنى لها، وهو قضية تعيش لها طول حياتك، بلْ وتجعلها مِحوَر حياتك، و تبني عليها اختياراتكَ و قراراتك، ولكنْ أقول هنا ليس مهماً أنْ تكسب النجاح لكي تدافع عنْ قضيتّك، ولو أنّ الجميع فكّر بنفس هذه الطريقة؛ لضاعتْ كلّ القضايا هباءً منثورًا، ولتوقّفتْ عجَلَة التطوّر والإصلاح؛ لأنّ القضايا الخاسرة في بعض الأحيان تستحق منكَ النضال مِن أجلها، حيث أنّ كلّ خسارة ستدفعك للأمام وستكون مصدرًا للمعرفة والخِبرات.
وأخيرًا أقول: وجود رؤية واضحة لقضيتكَ كفيلة بأنْ تُحفّزكَ للعمل والجهد، وتُشعل طاقةً هائلةً بداخلك، ثمّ إرادة قوية للعمل مِن أجل هذه القضية، ثمّ تُضيئَها بأجمل الأفكار وطُرُق الإبداع لتكون زهرة زاهية.
إنّ الحياة بدون قضية تعني إضاعة الحياة بأقلّ ثَمن، ولا يمكن تعويضها، فقط حافِظ على حياتكَ واستثمِرْها في قضيةٍ تؤمنُ بها وتدافع عنها، المهمّ هو أنْ تؤمن بقضيّتك.