2024
Adsense
مقالات صحفية

فَلْنَرْتَقِي هَامَ السَّماءَ….

 د. رضية بنت سليمان الحبسية

في عصرِ التنافسية العالمية، تَعملُ الدول على العملِ وفق رؤى وخطط استراتيجية طويلة المدى، بما يتناسبُ والمتغيرات العالمية في المجالاتِ المختلفةِ. وفي سلطنة عُمان، تُعدُّ الخطة الخمسية العاشرة الأَساس التنفيذي لرؤية “عُمان 2040”. كما أنّ السلطنةَ تَمتلكُ المقومات كافة للانطلاق لتحقيق رؤيتها الوطنية، حيث جاءت في المرتبة الـ 53 عالميًّا والسادسة عربيًّا في مؤشرِ التنافسية العالمي للعام المنصرم 2019 بحسب التقرير الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي.
ونَحنُ على أعتابِ انطلاقة رؤية “عمان 2040″، علينا الاستشعار بِعِظَمِ الأمانة الملقاة على عاتقنا. والتي يتطلبُ معها العمل بكل جدٍ واجتهاد؛ للمشاركةِ بإخلاصٍ ووفاءٍ في مواصلةِ بناء عُمان في المرحلةِ القادمة. وقد كان في خطاب جلالة السلطان هيثم -حفظه الله ورعاه- الذي ألقاه صباح يوم السبت 15 جمادى الأولى 1441هـ الموافق 11 من يناير 2020م، نداءً وطنيًا للعملِ من أجلِ رفعة بلدنا عُمان وإعلاء شأنه، والسير قُدمًا نحو الارتقاء به لحياةٍ أفضل. ولنْ يتأتى ذلك إلاّ بالتعاونِ وتضافر الجهود للوصول إلى تلك الغاية الوطنية العظمى، وتقديم كل ما من شأنه أنْ يُسهل إثراء جهود التطور والتقدم والنماء.
إذًا نحنُ على مَوعدٍ مع ملحمةٍ وطنيةٍ تَسيرُ وفق رؤية طموحة؛ للارتقاء بالقدراتِ التنافسية للاقتصاد الوطني وتحقيقُ التطوير المؤسسي، بما يتوافق مع التطوراتِ التي تَشْهدُها السلطنة في الجوانب التنموية والاقتصادية والاجتماعية. ففي كل محورٍ من محاورِ رؤية “عمان 2040” تأسيس لمرحلةٍ جديدةٍ لعُمان. ولبلوغ ذلكَ الهدف الأسمى علينا أنْ ننظرَ نظرةً تفاؤلية في مؤسساتِنا وخٌططها المستقبلية وما يرافقها من تغييرات وقرارات وهياكل إدارية معقودٌ عليها الخير.
وللمساهمةِ الجادة في نهضةِ عُمانَ المتجددة، علينا اعتناق التغيير، فكرًا وسلوكًا، واعتباره منهج حياة نحو آفاق أجمل وأرحب. فعلى كل منا أنْ يُشَمّرَ عن ساعدِ الجدّ، والقيام بالأدوار المناطة به كلٌ من موقعه، فُعمان في مرحلةٍ تتطلبُ تكاتف الجميع وتضافرُ الجهود بعزيمةٍ لا تلين وإصرارٌ يُعانِقُ المجدَ، وهِمَمٌ لا تَعرفُ المستحيلَ.
ولزيادة قُدرتنا على المشاركةِ بكفاءةٍ واقتدار للوصولِ بعُمان إلى مصافِ الدولِ المتقدمة، علينا الإيمان بقدراتِنا على إحداثِ التغيير، التّقدم بثقةٍ، العملُ بهمةٍ عاليةٍ في إطارٍ من الرقابةِ الذاتية، الابتعادُ عن مسبباتِ الخلاف والشقاق والفتن، وأنْ تسودَ المجتمعَ علاقاتٍ إيجابيةٍ قائمةٌ على التسامحِ والتوازن بين أفراده ومؤسساته. ولْتَكنْ نَظْرتُنا للتغييرِ نظرةٌ إيجابيةّ يَحفُّها الأملُ لمستقبلٍ أفضل لعُمان الشموخ. فلنصدحَ بأصواتِنا الكونَ طربًا، ولنَملأ قُلوبنا مُنشدِينَ فَرحًا:
يا عُمان نَحنُ مِنْ عَهْدِ النبي أوفياء مِنْ كِرام العربِ فَارتقي هَام السَّماء واملئي الكونَ الضّياء

فحقٌ لنا كعمانيين أنْ نَزهو فخرًا بعمانيتِنا وقياداتنا ذاتَ الفكرِ النيّر، وبإنجازاتِ بلادنا، والتي أَسسها السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه-، على مدى خمسينَ عامًا كمبادئ حكم، سيادة القانون، استقلال القضاء، احترام حقوق المواطنة، وقيم العدل والمساواة؛ لتكون أساسًا صلبًا للعمل الوطني في كل المجالات.
إنّ ما نحتاجُ إليه لإكمالِ ما تحقق من مسيرةِ نهضة بلادنا هو شَحْذُ الهمم وإيقاظها وتجديدُ فعاليتها، من خلالِ الإحساس بالمسؤوليةِ، التطويرُ الذاتي، الإيمانُ بالذاتِ، التفكيرُ الإيجابي، إدراكُ دورِنا كأفرادٍ وجماعاتٍ، والاقتداء بقادتنا، الأمر الذي أكدّ عليه جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه-، بالسير على نهج السلطان الراحل قابوس بن سعيد -رحمه الله-، بثباتٍ وعزمٍ إلى المستقبل والحفاظُ على ما أنجزهُ والبناءُ عليه. وبإذن الله نحنُ قادرونَ على التعاملِ مع مقتضياتِ هذه المرحلة والمراحل التي تليها بما يَتطلبهُ الأمر من بصيرةٍ نافذةٍ وحكمةٍ بالغةٍ وإصرارٍ راسخٍ، بذاتِ الروح الوطنية الوثّابة التي ما تهاونت يومًا عن أداءِ واجبها الوطني، كل من موقعهِ وحسب قدراتهِ وإمكاناتهِ لتستمر المسيرة التنموية الشاملة.
واختتم المقالةَ بأبياتٍ لابن هانئ الأندلسي:

ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابن سعيِه فمن كان أسعَى كان بالمجدِ أجدرا
وبالهمةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا
ولم يتأخرْ مَن يريدُ تقدمًا ولم يتقدمْ مَن يريدُ تأخرا

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights