تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

من الذاكرة “سيدة العواطف”

الأمثال تقول :"بعض البشر كالتاريخ لا يُعاد ولا يُنسى"

إلهام عوض عبدالله الشهراني

المقدمة:
عند تكليف الموظف بالعمل الداخلي ينتابه شعور بالخوف عن مكان مجهول، ومن أشخاص لا يعرفهم، مما دفعني الذهاب لمكتب الإشراف بطلب إلغاء التكليف، وأثناء الحديث ذكرت ما يدور في ذهني.

ضحكت الرئيسة وكانت ذات فطنة وأخلاق رفيعة فقالت:

أخبرك أن القائدة التي تكلفتي بالعمل عندها ” تلقب بسيدة العواطف”.
تدير المدرسة بالحكمة والعاطفة، الابتسامة على الشفاه كالبلسم، ولا تتحدث إلا بما يسعد خاطركِ وينور بصيرتكِ، بعد ماتطرق سمعي، تطمأن قلبي وعزمت على الذهاب.

وفي نفس السياق:
لقد عشت أجمل أيام حياتي كأنني بين أسرتي، تفاهم، واحترام، وعطاء، وإيثار إلى ما لا نهاية، وإنجاز بكفاءة.

الأستاذة (شرعا) من فضائل أخلاقها إذا قصرت الموظفة بالعمل تداركت الأمر بصدر رحب وتغلف توجيهاتها القيادية بعتاب محب لمن يحبهم “فالقلوب شواهد”.

زرعت الأستاذة (شرعا) في قلوب الموظفات العاطفة الجياشة نحو الطالبات بعد كل اجتماع كان الختام:
نصيحة دينية لقوله تعالى:
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)،{الذاريات، 55}.

ثم إرشاد تربوي:
في كيفية التعامل مع الطالبات وأنهن أمانة في الأعناق وكما نحب لأبنائنا يجب أن نحب لأبناء الآخرين تقصد أولياء أمور الطالبات.
لقوله عليه الصلاة والسلام:
( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
ونتعامل معهن بتوجيه تربوي يتجسد فيه الحنان والنصيحة الصادقة، ونحتسب الأجر عند الله “وما جزاء الإحسان إلا الإحسان”.

وفي نفس السياق :
يعجز اللسان عن وصف أياما عشناها مع إدارة كانت قدوة حسنة في الأخلاق والمثابرة بالعمل تجبرك ترفع القبعة إليها احتراما ومحبة.

كانت الأستاذة (شرعا) تبرمج قوة شخصيتها بحسن التعامل مع الموظفات على اختلاف الأطباع، والنفسيات المتقلبة، والظروف الاجتماعية و تراعي الجميع بعين واحدة.

كلمة أخيرة:
كنت من ضمن الموظفات اللاتي يحملن بقلوبهن عاطفة جياشة نحو الطالبات مشاعر أم، وأمانة عمل، إقناع ذاتي، وممارسة فعلية.

عند الخروج من المدرسة لاحظت بعض الطالبات يلعبن بالطرقات ويذهبن ” للشراء من التموينات” ببراءة الطفولة.
شعرت بالخوف عليهن قد يحدث لهن حادث سير أو أي مكروه لا قدر الله، ومع المتابعة وتعاون الأهالي معي حجبت تصرفاتهن، فكانت القائدة ترى ذلك إنجازا عظيما وتقدم الثناء لي أمام المشرفات.

بقيت كلمة :
عند حفلة تقاعد الأستاذة (شرعا) خيّم الحزن بقلوبنا وخنقتنا العبرة وواسينا أنفسنا، اليوم وداع وغدا لقاء يجمعنا بإذن الله.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights