2024
Adsense
مقالات صحفية

قيثارة عمري

أسماء بنت جمعه المخينية

ماذا عساني أن أكتب أو أبعث عبر حروف عشقي وأسمى محبتي، كيف لي أن أصف جمال شيبتكِ وعذوبة مبسمكِ ورقة يمينكِ وملمسها الحاني أيتها الحنون الطيبة أنتِ، ما أروع تورد أظافركِ المخضبة بالحناء الأصيل!.. يا واهنة العظام وعظيمة الروح ورقراقة الوجه.. يا جنة تملأها الرياحين وفردوسًا ساقه لي القدر.. يا أمسي، ويومي، وغدي.
حبيبتي، إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لنعبده، وسخر لنا السبل لعبادته وهو بنا أرحم الراحمين، وأرحم علينا من أمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ. كما خلقنا للابتلاء لنُجازى بأعظم بشائر الأجر، حين نجعل الصبر سلاح رضانا ونجاح امتحاننا، وما حل بكِ ما هو إلا ابتلاء من رب رحيم، وذكر الله لكِ ما هو إلا عطية لسماع نداءكِ الراجي، وتقربكِ الصادق إلى رحمته. فانعمي يا أمي بلسان رطبًا ذاكرًا شاكرًا وراضيًا.
يا وطن القلب وحبيبته إنّا نحبكِ ونعشق ترابكِ.. يا مآب أرواحنا ومآلها.. ويا عميدة حياتنا وسندها، اعلمي يا فرضي وسنتي أن صلاتي لا تخلو من الدعاء لكِ منذ أن علمتني الصلاة، وأمرتني بها، ولا يخلو وقتي إلا ولكِ من الذكرى نصيب، إمّا شوقًا لدندنة صوتكِ الفراتي المانوس الذي يستطيب لأذني سماعه، وإمّا لحكاياتكِ ووصفكِ لماضيكِ الجميل وحياتكِ الطاهرة وأيامكِ الخوالي، وتلك اللحظات التي عانقتي فيها صعوبة العيش وكدر الظروف وقسوة الليالي وثقل الأحمال فكنتِ ومن هنّ في جيلكِ وزمنكِ رمز الصبر وعنوان الرضى وقوة التحمل الكبير، ذاك الأمس العصيب الذي لم تذقن فيه الهدوء، ولم تكنَّ تملكن أرائك الراحة وأجهزة التبريد وعاملات المنازل، وحُرمتنّ من تحقيق بعض أمنياتكنّ وأحلامكن، إلا أنكنّ كنتن وما زلتنّ جبال لا تهزها الرياح.
أتعلمين يا أستاذتي أنكِ قامة من العلم التي تربت عليه شخصيتي فحبكِ للحياة أخبرني أن القلوب لا تشيب بعطاءها ونقاءها وطهارة نبضها، وأن الروح الجميلة التي تعانق مبسم السماء تهطل من السعادة جداول، ومن الجمال همايل، وصدق كلامكِ لزمني أن أستمع ثم اتبع من قولكِ أحسنه، ويا معلمتي نظرة الغد الإيجابية والتي نقشتِ سرها في صغري ما زالت ضوء ينير مخططات عمري وباقي حياتي.
أمي بارك الله صحتكِ وحفظكِ ربي وحماكِ وآجركِ بصبركِ خير الجزاء يارب العالمين، وأرجوه ربي أن يعيد لكِ صوتك الشجي الرقيق لنسمع كلماتكِ الآسرة الساحرة الفاتنة التي لا يجيدها إلا أنتِ، وأني يا كل حديثي ورفيقة دعائي أسأله عز وجل وأدعوه لكِ بهبةٍ قد رزقها موسى في قوله : ” واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ” [طه، 27]، علّه جل شأنه أن يجيب سؤلي يا أماه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights