كن خيراً وسيعود الخير لك
بدرية بنت حمد السيابية
يعد العمل التطوعي شيئاً جميلا يعيشه الإنسان إذا أحبه، فهو عالم ملئ بالسعادة التي ترتوي من عشق هذا العمل الإنساني، والأجمل من كلّ ذلك طلب الأجر والثواب العظيم من عند الله تعالى، فتجد نفسك مستعداً للقيام بأي عمل خيري يعود عليك بالنفع على المجتمع.
والتطوع له منابع تجري في نفس المتطوع حيث يبذل الجهد دون مقابل إلا رضى الله تعالى (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (المزمل: 20).
إنّ العمل التطوعي ظاهرة إيجابية في المجتمع تساهم في تحفيز الشباب لتقديم الخدمات المتعددة إلى شرائح المجتمع المختلفة لما له من نتائج إيجابية تحفزه على ممارسة هذا الجانب بكل ثقة وإتقان، وتبادل الخبرات بين أبناء المجتمع.
ومن ناحية أخرى يجعل المتطوع محباً للخير دائماً، وكسب الاحترام والتقدير له، وترك بصمة أخلاقية تطبع في نفس المتطوع ذاته، والبعض يعطي من وقته وجهده في إنجاز بعض الأعمال الصالحة الموكلة له، فيجتهد ويثابر لإنجاح العمل.(مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} (آل عمران: 113 – 115).
في الحقيقة هناك من يستغل هذا الجانب الجميل من العمل، فتجده يتفاخر بما قام به من عمل خيري فيلتقط بعض الصور مع أحد الأشخاص الذين تم مساعدتهم، أو إذا أعطى كوباً من الماء لأحدهم، ويتم نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي -وخاصة في حسابه الخاص- مفتخراً بذلك التصوير والتشهير غير مدرك بأنه فهم العمل التطوعي بطريقة خاطئة، فالعمل التطوعي له أسس وقيم متينة يجب على من يدخل هذا العمل الإنسانى أن يكون مستعداً ولا يتذمر ولا يتحدث عما شاهده من أحوال بعض الأسر المحتاجة حتى يكون عمله مخلصاً لله وبنية صادقة.
شخصيا ولله الحمد أحببتُ، دخولي لهذا العالم المليئ بالأعمال الحسنة، فزادت خبرتي وقناعتي، بأن العمل التطوعي هو من أجمل الأعمال الخيرية، وخاصة من يخلص لهذا العمل، وكذلك بعد ممارسة بعض الأنشطة كالدراسات الميدانية وزيارة الأسر المعسرة، وهي أعمال نفتخر بها، ويكفي أن تمسح دمعة يتيم، ويكفيك دعوة شخص سارعت لمساعدته ولو بالشيء القليل فيدعو لك دعوة من قلبه بالخير.
فشكراً لكل متطوع ومتطوعة، شكراً لمن أعطى من وقته وجهده، شكراً للأيادي البيضاء، شكراً لكل من عشق وأحب هذا العمل الإنساني النبيل،
شكرا لكل صحيفة إلكترونية تطوعية، وقفت وأخذت بيد كل من ابدع واتقن فن الكتابة، كانت بمثابة معبرا يعبر من خلاله كل إبداع شاب وشابة وكل من أحب أن يوصل تعبير قلمه لأبعد مدى، وتنمية مواهبهم، وصقلها وكل من اخلص في عمله
آلَّذِي خَلَقَ آلْمَوْتَ وَآلْحَيَآةَ لِيَپْلُوَگُمْ أَيُّگُمْ أَحْسَنُ عَمَلآً وَهُوَ آلْعَزِيزُ آلْغَفُورُ)
بوركت أعمالكم، وكتب الله لكم الأجر والثواب العظيم.