2024
Adsense
مقالات صحفية

صناعة الأساطير إعلاميا في عالم كرة القدم

حمدان بن سعيد العلوي

إن لعبة كرة القدم هي الأكثر شعبية بين جميع الألعاب الرياضية، وهي الأكثر رواجا بينها وتحظى بنسب التسويق الأعلى من حيث بيع اللاعبين، والقمصان والأدوات الرياضية الخاصة بها، وتذاكر الدخول على مستوى العالم، ففي أوروبا أصبحت كرة القدم مصدرا من مصادر الدخل لتلك الدول، وأصبحت بعض الأندية موازنتها تفوق ميزانيات الدول، وبحسب التقرير الذي أعدته شركة (ديلويت) المتخصصة في حسابات وإيرادات مداخيل الأندية الكروية، فقد جاء نادي برشلونة الإسباني الأغنى في العالم للعام الجاري 2020 م، حيث وصلت أرباحه (840) مليون يورو، مقسمة بين إيرادات المباريات والبث التلفزيوني، والإعلانات التجارية، ويعتبر التسويق الضخم الذي حظي به نجم برشلونة الأول (ليونيل ميسي) أحد أسباب استقطاب كبرى الشركات، فيما حل غريمه التقليدي ريال مدريد ب (757) مليون يورو، وقد تأثرت أرباح الفريق الملكي بعد رحيل نجمه السابق كريستيانو رونالدو، وفي المرتبة الثالثة يأتي النادي الإنجليزي مانشستر يونايتد ، في هذا المقال ليس المهم أن نضع الإحصائيات فبإمكانك الحصول عليها عبر الشبكة، ولكن ما أود الحديث عنه هو صناعة الرياضة وتحقيق الاستثمار، فتلك الدول لها باع طويل في استثماراتها الرياضية ناهيك عن المراهنات والسوق السوداء، وقد مر على كرة القدم العديد من اللاعبين الذين برزوا وسطروا أسمائهم في سجلات التاريخ، أما نحن ما زلنا نتسمر على شاشات التلفاز، نتحدى بعضنا البعض من سيفوز البرشا أم مدريد، ومن يتفوق فريقه يخرج في مسيرات ويبدأ بالاحتفال، ويبدأ معها تراشقنا بجدل محتوم نسيء لبعضنا البعض بردود غير مقبولة، وكأن العالم ليس به غير فريقان، يمثلان الكرة الأرضية، لا أود أن يفهم من رأيي الشخصي في هذا الأمر بالتعصب، حق التشجيع للجميع ولا خلاف فعالم كرة القدم كله متعة متى ما تحققت الروح الرياضية داخل المستطيل الأخضر وخارجه، ولكن يأتيك البعض ويحلل كما يشاء وينسف برأي الآخر ولا يتقبله غير مقبول، في نقاش عام، كنا نتحدث عن الأساطير في عالم كرة القدم لمست من البعض التعصب لرأيه والتشدد والتعصب له، فقد ذكر البعض أن الإرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة أسطورة تاريخية، وذكرت له بأني غير مقتنع بذلك، بل هو أسطورة بما حققه تاريخيا لبرشلونة فقط، ولا مجال لمقارنته بما فعله زيدان ورونالدينهو وبعص نجوم الكرة، فقد حققوا طوال مسيرتهم بطولات متنوعة فأصبحوا أساطير في عدة أندية ومنتخباتهم، وهذا يحسب لهم فلم يكن الإنجاز مكررا لفريق واحد، وليثبت الأخ العزيز حجته أتى بمقاطع لكبار النجوم وهم يشيدون ويذكرون فيها بأن ميسي أفضل لاعب في العالم، وهنا أستطيع القول بأنني معجب بمهارات رونالدينهو وزيدان وغيره من النجوم، وكل ما هو متعلق بنجم برشلونة الأسطوري، تسويق إعلامي، تمكن الفريق الكتلوني من تسجيلها لصالحه بهالة إعلامية ضخمة لجلب الشركات المعلنة وتحقيق أرباح طائلة، نعم نجح برشلونة من صناعة نجم حسبما يرى البعض، وأحترم رأيهم بكل تأكيد، ولكن حديثي عن استثمار الوسيلة الإعلامية لرفع شأن نجم برشلونة، وأقول نجم برشلونة فقط، ولا أستطيع القول بأنه نجم الإرجنتين فالمعطيات والأرقام تصب في صالح نجوم غيره لما قدموه لمنتخب بلادهم، هنا نستوضح النجومية المطلقة للأسطورة ديغو أرمندو مردونا، في منتخب بلاده عطفا على الإنجازات الدولية التي حققها، والتي لم يتمكن الأول من تحقيقها، فصناعة المجد ليست لفريق واحد فقط، فمن يستطيع جلب البطولات لناديه، هو قادر أن يحققها لمنتخب بلاده وأي فريق آخر إن كان كما تحدث البعض بأنه النجم الأفضل تاريخيا، تعمدت ربط ذلك بالتسويق والإعلام فمن صنع النجومية والفضل يعود للنادي الكتلوني برشلونة، ولا أقلل من شأن اللاعب فهو نجم بارز بكل تأكيد ولكن بصناعة برشلونية خالصة، نجح في در الملايين وجلب الشركات واستثماره أفضل استثمار، وهذه إشادة لنجاح الفريق، من خلال تحقيق الإنجازات التاريخية، ولكن هل يعود الفضل للاعب واحد أم أن هناك جنود مجهولون؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights