ومضات القيادة الأخلاقية بالمجتمع المدرسي
يوسف بن عبيد الكيومي
مدرب القيادة الإدارية و القيادة التربوية
تعطي القيادات التربوية القيم جانبًا كبيرًا من اهتماماتها بالحياة العملية، لذلك وجدت القيادة الأخلاقية والتي يقصد بها فعل القائد ما يراه الأصح وبما يتفق مع تصرفاته أثناء ممارسة حياته العملية وتمكنه من إتخاذ القرار وفقًا لما يتفق مع المبادىء الأخلاقية.
و هنا يظهر أثر تطبيق القائد لهذا النوع من القيادة عندما يأخذ المجتمع المدرسي بمن فيه من أفراد بينهم معتقدات أخلاقية تخص الفرد نفسه أو من خلال الأخلاق المهنية التي يفترض أن يتحلى بها الموظف ذاته أثناء تأديته لعمله، مثل الصدق والأمانة والإخلاص وغيرها من القيم الأخلاقية.. وبما أن فريق العمل جميعهم يتشاركون في وضع القيم الخاصة بالمؤسسة التربوية والتي تتفق كثيرًا مع معتقدات ومبادىء القائد والأفراد الأخلاقية، الأمر الذي سيجعل من المنتمين للمؤسسة يتوجهون بشعور موحد بأهمية المكان وما يحتويه من قدرات.
فكلما كان شعورهم بأن فريق العمل أكثر أهمية من الوضع الفردي للمصلحة الشخصية، وهذا لربما يعطي في حاضر ومستقبل المجتمع المدرسي تحويله من فريق عمل عادي إلى مجتمع عملي كفريق منتج قادر أن يفرض إيقاعه الأخلاقي والعملي معًا على أرض الواقع كبنية قوية تظهر قوة العطاء للمؤسسة بين قريناتها.
وهنا تظهر حقيقة العمل الجماعي كفريق من خلال العمل التعاوني المشترك بين العاملين.
الأمر الذي يسهم في إشراك الجميع لأجل تحقيق الأهداف التشغيلية المشتركة كأفراد فرق عمل، بدلًا من أخذ العمل بالمجتمع المدرسي صورة العمل الفردي، وتواكل البعض على البعض الآخر، والذي يعد أمرًا طبيعيًا إذا لم توضع برامج مخططة لفرق العمل تسير بالفريق نحو تحقيق الأهداف الموضوعة.
لهذا فإن القائد هو المسؤول الأول عن المجتمع المدرسي، وهو المشرف المقيم الأول بمؤسسته، والذي يعد إشرافه الناجع مرتبة متقدمة في سبيل الرقي بالأداء والإنجاز، لما يعطيه من ثقة تامة بين أفراد المجتمع المدرسي ككل، من باب الالتزام بقيم القيادة الأخلاقية نحو العاملين بمؤسسته، والذي يتوقع من خلاله توجه قيم أفراد المجتمع المدرسي وأخلاقيات المؤسسة في نفس الاتجاه، مما يعمل على تحقيق أهداف الطرفين معًا.