2024
Adsense
قصص وروايات

للقضية بقية “الجزء الأول”

بدرية بنت حمد السيابية

دق أحدهم جرس بيت “ليث” في الصباح الباكر ولم يكتفِ بذلك، بل جلس يطرق الباب بكلتا يديه بطرقات قوية، وكل من سكن في ذلك الحي سمع طرقة الباب، فذهب ليث مسرعًا مفزوعًا ليفتح الباب، وإذا بصديقه “مهدي” يبكي بكاءً شديدًا، وكأن الدنيا ضاقت عليه.
ليث: خيرا يا مهدي، ماذا بك؟ ماذا حل لك؟ أخبرني ماذا هناك؟ وظل ليث يسأل صديقه وهو مستغربًا من حالته، ولكن دون جدوى، دخلا معًا إلى البيت، وصرخ ليث بصوتٍ عالٍ ينادي زوجته، بأن تجلب له كوبًا من الماء. بعدها شرب مهدي من كأس الماء وبعد سويعات تكلم مهدي، وصوته بدأ مبحوحًا، وفيه شيءٌ من الألم والحسرة.

ليث: هَدِّئ من روعك يا صديقي، استرح قليلًا، وبعدها حدثني عن سبب بكاءك هكذا، استغفر ربك، وبذكر الله سيطمئن قلبك بإذن الله تعالى. مهدي: شكرًا لك يا صديقي، واعذرني على ما أنا عليه، سأقول لك ما حل؛ خرجت بعد تأدية صلاة الفجر لمقر عملي، وأنت تعلم مسافة الطريق بين البلدة والعاصمة، كنتُ مسرعًا قليلا، انحرفت السيارة عن مسارها الصحيح، ودهست شيئًا، لا أعلم ما هو، كنتُ خائفًا جدًا، لم أنزل من السيارة، فقد كانت يدي ترتعش خوفًا، والشارع فارغا لا يوجد به مركبات.

مهدي أكمل حديثه قائلا: أحسست بشعور قاسٍ، كاد قلبي يُنتزع من جسدي من شدة الخوف والتفكير، ففكرت بك بحكم أنني قريب من مقر سكنك، ما العمل الآن يا صديقي، فأنا خائف جدًا.
ليث: لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ماذا فعلت يا صديقي؟ لماذا لم تسيطر على خوفك ورعبك؟ أو أنك نزلت من السيارة لتعلم ماذا دهست .. أو اتصلت بالشرطة، فأنت لست متعمدًا في دهس ذلك الشيء المجهول .. لذلك أنت الآن خائف .. اجلس معي اليوم لنفكر في حلٍ مناسب لقضيتك المجهولة يا صديقي.

جلس مهدي يفكر كثيرًا عما دهسه بسيارته، هل هو إنسان، أو حيوان، وفكر أن يتصل على الشرطة ويخبرهم عن ما حصل له في هذا اليوم، لعل ضميرهُ يرتاح، وينزاح الهم والتفكير، فشاور صديقه بذلك، فقال ليث: نعم الرأي يا صديقي، فأنت لا تعلم ماذا صدمت بسيارتك، فالأحسن والأفضل بأن تخبر الشرطة، وتخبرهم بموقع الاصطدام أو الحادث؟ وبهذا سيكون ضميرك مُرتاحا، وأتمنى من الله ألا تكون قد دهست إنسانًا مارًا أمامك ولم تلاحظه، فبكى ليث وحضن صديقه، وكان مهدي مستغربًا من تصرف صديقه ليث ! ماذا بك يا ليث لمَ أرَ الحزن في عينيك، أخبرني؟!

قال ليث: لا تستغرب يا صديقي فأنا منذ خمس سنوات، حدث لي نفس موقفك، كنتُ ذاهبًا لزيارة أحد الأقارب في منطقة أخرى، وفي طريقي رن جوالي، رفعته للرد على المتصل، ولم أنتبه لمساري، وإذا بي أصطدم بشيء لا أعلم ما هو، نزلت من السيارة مسرعًا، علمًا بأن الشارع لا توجد به إضاءة، وقليلٌ من يرتاده، فنظرتُ تحت السيارة، من أمامها وخلفها، ولم أجد شيئًا، فقلت في نفسي غريب .. ماذا صدمت؟! ثم صعدت السيارة وتفكيري صار مُركزا على ذلك الصوت، وبعد يومين ذهبت لنفس المكان، وبحثتُ بكل مكان إلى أن فوجئت بذلك المنظر المرعب والغير متوقع.

وللقصة بقية في الجزء الثاني.

ملاحظة: أسماء الشخصيات من نسج الخيال.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights