ذاك الذي لم تلده أمي
أسماء المخينية
جميلة هي الصداقة؛ فهي الركن الأول من أركان الحب والاحترام الأخوي الأبدي.
لا يستطيع شخصٌ أن يعيش بلا أصدقاء، وبلا مرجع لحياة قد تتعكر أحوالها أحياناً؛ ليقضي وقتًا من النسيان في لمة يسودها الفرح والابتسامات والمواقف الجميلة، إلا أن من بين الأصدقاء روحًا خاصة بك وقلبًا ينبض بخصوصية لك، هو ذاك الذي يرحل معك رحلتي الشتاء والصيف.
يقاسمك الأوقات بأنواعها الحلوة والمرة، وله اسمٌ يضيء لك بين الأسماء ليعلمك بوجوده ونقاوة حضوره.
ما أجمل الصديق الصادق الذي يشبه الفصول الأربعة؛ فهو الصيف الذي يجعلك في حرارة الشوق ولهيب الانتظار حين يبتعد عنك أيامًا، ليأتيك في شتاء هادئ يحمل بين يديه وشاحًا ومظلة ليكونا دفئاً وأماناً من عادات الشتاء الحانية اللطيفة.
وهو الخريف الذي يلملم أوراقك التي تتناثر على قلبك من هموم كانت أو قسوة حياة فيحرقها لتكون رمادًا في ذاكرة حياتك.
وربيع العمر هو حين يعزف لك ألحانًا من الفرح وأغانٍ من السعادة ويراقصك بأجمل أنغام العهد على البقاء .
ما أحلى اللحظات التي تجمعك بصديق غال تحت غيوم تلوح برذاذ خفيف يداعب قلبين قد ارتبطت مشاعرهم بصدق ووفاء، صديق يكتب اسمك على ساحل شاطئ ليخبرك أنك أول من يطرأ على باله حين يتحدث الآخرون عن الإخلاص وسعه الصدر والأمان ، صديق يرفع كفيه داعيًا بأن يحفظك الله من كل مكروه ويرعاك المولى بعينه التي لاتنام أبداً.