عالم القراءة إلى أين يتجه؟!
كتبه – فتحية الفجرية
_الكاتب والصحفي أحمد الفلاحي يحل ضيفا على لجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة.
يحاوره الدكتور حميد الشبلي حيث بدأ الدكتور حواره العفوي مع الضيف بقوله: أتصور أن الكتابة تحتاج إلى عمر مقدر من الممارسة، يمر به الكاتب، حتى يستطيع أن يضع قدميه في الاتجاه الصحيح، هنا نقف معك لاستيضاح تجربتك في الكتابة:
– البدايات الأولى لعمر الكتابة ؟
– وكيف تم صقلها ؟
– أين تضع نفسك؟
أحمد بن سالم الفلاحي خريج صحافة وإعلام إنتاج صحفي من جامعة اليرموك بالأردن،بدأت العمل في جريدة عمان في عام١٩٨٧_٢٠٠٩، ٢١ عاما محصلة الفترة.
كاتب عمود صحفي ومثال تحليلي منذ العام ١٩٨٨م ولازلت. مارست جميع الأنشطة الصحفية من حوارات واستطلاعات وتحقيقات صحفية،
تقلد رئاسة أقسام الإخراج الصحفي بجريدة عمان والثقافي والمنوعات والتحقيقات الصحفية، ثم انتقلت للعمل في مجلس الدولة في عام٢٠٠٩_٢٠١٦،الحصيلة ٧ أعوام كنت آخرهامديرا للإعلام كآخرمنصب في المجلس.
البداية كانت فترة الثمانينيات من قرن العشرين المنصرم، فقد نشر لي في تلك الفترة مقالات في جريدة العقيدة، نشر لي أيضا في مجلة الغدير التي كانت يصدرها نادي المضيرب في ذلك الزمن، وبعد الالتحاق بجريدة عمان في عام ١٩٨٧م. تواصل العطاء في جميع صنوف الكتابة من مقالات وتحقيقات واستطلاعات وحوارات ومنها زاوية منافذ التي لاتزال مستمرة إلى الآن، أما كيفية صقل التجربة، الممارسة هي أحد أدوات صقل الموهبة بالإضافة إلى القراءة الواعية لأحوال المجتمع والأحداث التي يحفل بها، متضمنا القراءة في كل صنوف المعرفة، فنحنا الصحفيين لدينا قاعدة معرفية تقول ” معرفة شيء عن كل شيء ” وهذا يتطلب القراءة الجادة في كل المجالات والمتابعة المستمرة لأحوال العالم وأحداث والنظر إليها بحيادية تامه دون الدخول في متون التقاطعات والأجندات السياسية وغير السياسية.
أين أضع نفسي؟!
أنا لازلت اكتشف الجديد في كل مرة اتطرق فيها للكتابة في موضوع ما، فالكتابة مسألة نسبية لاتوجد فيها زحقائق مطلقة وما أكتبه خطأ يحتمل الصواب أو صواب يحتمل الخطأ، ولذلك لايمكن أن تصل في الكتابة لغاية و ستبقى الكتابة وسيلة لغايات مشرعة تستوعب كل النقاشات ويظن خطأ من يعتقد أنه وصل إلى مرحلة عاقلة في الكتابة فجنون الكتابة هو الدي يجعلك تدخل في مناقشات من لايجرؤ أحدا لمناقشته، أما لنقص المعلومة أو لنقص التجربة وأما لمحاذير جانبية تخص المجتمع وما أدراك ماالمجتمع لحساسيته المفرطة ومع ذلك أنت مطالب ككاتب أن تكون الخصم والحكم وهذه النسبية هي التي لاتعطي القيمة المطلقة للكاتب بأن يصنف نفسه على أنه وصل مرحلة متحققة من الكتابة.
_ أستاذ أحمد أنت تكتب في جريدة عمان وهي جريدة ورقية ، هل لا زال يوجد قراء يهتمون بقراءة الصحف الورقية في الوقت الراهن ؟ وماذا عن الصحف الإلكترونية التي تطرح نفسها بديلا اليوم؟
الصحافة الورقية كالكتاب الورقي لن تفقد دورها، ولا تزال تشكل حنينا ما فملامسة الورق نفسه يعيد إلينا نوعا من التهذيب النفسي في التعامل مع الكتاب أو الجريدة، ربما يلعب العمر دورا محوريا في هذه المسألة فنحن جيل تربى على الكتاب المادي والملموس، ولذلك الصحف الإلكترونية لا تستهوينا كثيرا ولن تكون بديلا نراها متعبة بخلاف الجيل الذي يتربى على كل ماهو إلكتروني فهذا عصرهم فهم ولدوا في زمن غير زمننا، فبالنسبة لهم ربما الصحف الإلكترونية أقرب إلى أنفسهم، أما نحن فنستفيد من الحسنيين وهذا لحاله مكسب. أكمل الدكتور حواره قائلا:
_ التحديات التي تواجه الصحف الورقية في يومنا هذا
التحديات لاتزال مثار جدل طرحت كثيرا على مستويات عالية أقيمت لها الندوات ومؤتمرات على مستوى العالم وأكبر تحدياتها هو التمويل كما يعرفه الجميع أو القريب من العمل الصحفي فبعد أن هرب المعلمون إلى المنصات الإلكترونية وأصبح لكل مؤسسة تجارية مواقع لها على شبكة المعلومات الإنترنت، تسوق من خلالها منتجاتها، قل الإعلان في الصحف الورقية، وهو مصدر تمويلها الأول، لذلك فهناك صحف كثيرة على مستوى العالم أما أنها أغلقت أوتحولت إلى صحف إلكترونية وهذا ضريبة
من ضرائب التحضر َ والتمدن التقني ونمو الثورة الانفصالية الحديثة اليوم، والتوقع أن تتحول كل الصحف الورقية إلى صحف إلكترونية عاجلا أم آجلا لهذاالسبب.
_ كوجهة نظر شخصية من الكاتب أحمد بن سالم الفلاحي ، هل تجد اليوم جيل الشباب يهتم بالقراءة سواء للصحف الورقية أو الإلكترونية ؟ وما هي الموضوعات التي تشغلهم أكثر؟
لا يوجد جيل لايهتم بالقراءة، ربما تختلف الوسيلة فقط فوسائل التواصل الاجتماعي هي أدوات جاءت لتخاطب الأعمار الشابة، وكل مافيها من مخاض معرفي سلبي أو إيجابي هيه معبره عن جيل اليوم بكامل طموحاته وتصادماته، وأصف محتواها بالمخاض لأنها تعيش جدلا غير عادي بين جيلين هذا رافض وهذا معتنق بقوه فهي هوية جيل اليوم لذلك لايمكن الوصول بحكم مطلق إلى أن جيل اليوم لايقرأ، أبدأ.
يقرأ بقوه ويستنطق ذاكرته…. (التحريفية) بقوة ومكر وشيطنة وبالتالي لايمكن الاستهانة بذاكرته الطفولية النزقه فهو ذكي إلى حد الجنون فالقراءة قائمة فقط اختلفت الوسيلة.
_ مقومات الكاتب الناجح في ظل هذا الكم الكبير من الكتاب، وهل لعمق التجربة دور في تأصيل الطرح من عدمه ؟
_ هناك من ينظر إلى أن مرحلة التأليف على أنها تستلزم استحقاقات معينة من ممارسة الكتابة، وعمق التجربة، فماذا عنك، خاصة وأن صدر لك كتابك الأول (فرصاد أخضر) .. وعن ماذا يتحدث؟
أتفق مع هذا التقييم فالأمر ليس يسيرا من قطع عمرا محدودا أن يكون مؤلفا فالقارىء ذكيا لايمكن مناورته بأي منتج فكري واختياراته إنتقائية جدا، لايستهان به، فإن لم يمتلك الكاتب رصيدا معرفيا وعلاقة طويلة مع القارىء عليه أن لايحزن إن ظلت كتبه على مكتبات.
وكتاب فرصاد أخضر الذي أصدرته حديثا بعد تجربة طويلة مع الكتابة تقدر ب ٤٠ سنة يتضمن بين دفتيه رصيدا كميا ونوعيا وتقييمه يظل بيد القارىء ، وأردته تجربة قابله للتقييم والقياس وهو يحتوي على مجموعة موضوعات نشرت في الفترة مابين ٢٠٠٥_٢٠١٨ حاولت من خلاله وضع مقاربات موضوعية وفنية للأحداث فهو لا يتحدث عن فكرة واحدة مطلقة.
_ التحديات التي يواجها الكاتب أو الأديب حتى يستطيع إظهار انتاجه الأدبي_
إن كنت تقصد تحديات الطباعة فدور النشر مع قلتها لم تستطع، كما أرى أيضا إقناع المؤلف العماني بوجودها كبديل عن دور النشر الخارجي، فلا يزال الغالبية العظمى من المؤلفين يسافرون بمؤلفاتهم لخارج السلطنة، وذلك لعدة أسباب
أولها: إرتفاع تكلفة الطباعة، الجودة والحرفنة.
ثانيا: إن التجربة ماتزال طرية وتحتاج إلى الكثير من الجهد في هذا المجال من قبل من يريد أن يكون ناشرا ثالثا: المصداقية وأمانة المهنة مع مايلزم الإشارة إلى أن هناك جهد مؤسسي ممثل في بعض مؤسسات المجتمع المدني يعمل على شيء من هذا القبيل، ولكنه يظل جهدا مرهونا بالإمكانيات، فعلى المؤلف أن يتكبد الكثير.
_ معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يقام سنويا ماذا يمثل لك ؟وهل منصات بيع الكتب الإلكترونية يمكن أن تكون بديلا؟
احرص كغيري من المتسوقين في هذا المحفل الكبير على زيارته في ي كل دوراته.
لي اختيارات نوعية أقرب إلى علم الاجتماع بالإضافة إلى بعض الكتب الفكرية وخاصة المترجمة أجد فيه شيئا مختلفا في الطرح والمعالجة وهذه تعينني أكثر على الكتابة حيث استشهد بها وأقف على تجربة هؤلاء الكتاب من خلال مايطرحونه.
وختم الكاتب أحمد الفلاحي حواره بالحديث عن منصات بيع الكتب التي يجدها مساندة ومهمة جدا فقد تجد فيها كتب لم تصل إليها في معارض الكتب لاتساع المعروض وخاصة من يدير المنصات من الشباب الواعيين وعندهم القدرة على اختيار العناوين ولديهم الحس الوطني في تشجيع المؤلف العماني لعرضه كتبه وهم فاعلين جدا.