بقايا ذكريات
بدرية بنت حمد السيابية
ما لي أراكِ حزينة، منزعجة، شاردة الذهن..
هل هناك من جرح مشاعركِ؟!، أم أنك تعودت..
ما لي أرى الدمعةَ تسيلُ على خديكِ، أفيقي!
أفيقي يا زهرًة وسط بستان، أفيقي واخبريني
يا حلمًا تتطاير فوق السحاب، كدخانٍ طار
قائلة: لستُ بخير، وأرى كل شي تلاشى
أين ذهبوا من اعتادت النفس لرؤيتهم
اتركيني أسرح في عالمي كطير جريح
لا يجد من يداوي جراح غطتها السنين
وقع أرضًا، وعينه تنظر للسماء بأمل وتأمل
اشتقتُ لنفسي كثيراً، مع ذكرياتي لا تنتهي
اشتقتُ لتلك الأيام، وذاك المكان المعتاد
أيام البسمة الصادقة النابعة من قلوبنا
أيام رسمنا على جدرانها وعود لا تنتسى
نتسابق متشابكين الأيدي مع أصدقائنا
نجلسُ تحت ظل شجرة متفرعًة بجذورها
نتحاور ونتهامس بعيون بريئةً صادقة
يحمينا ظلها و أوراقها الخضراء البهية
والشجرُ يتمايل مع نسمات الفجر العليل
أيام مضت ومرت وبقت الصور والذكريات
لن أمحوَ ذكراكم ونسيان ملامحكم
يا من رحلت أرواحكم مع خالقكم
وحزن القلب لفراق أحبتي دون رجعة
ما لي لكم غير الدعاء من القلب
والعين تدمع بحرقة على الخد.
عظم الله أجري في ماضٍ قد مضى
رحل من رحل، وغاب بين الزحام.
اختفت ملامح وجوه، وغفر لها رب العباد
في رحلة طويلة دون رجعة ولا انتظار.