كُن سائقاً لنفسك
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
إِن الإنسان هو سائِق لنفسه .. فالنفس أمارة بالسوء ولكن إن لم يتم ضبطها وجعلها في عصمة يدك ستحركها وتستخدمها بمِا ترغب إليه من أعمال الخير.
ومن المعلوم إن كُل نفس تود أن تسوق صاحبها إلى ما يأمُرها شيطانها -والعياذ باللّه- ولكن علينا أن نضع نصب أعيننا طاعة اللّه تعالى ورسوله -صلِّ اللُّ عليه وسلم-.
فالنفس إن وجهتها إلى طريق الخير كفعل الخير بشتى أنواعه كالعبادة والإيمان باللّه تعالى ورسوله عليه أفضل السلام وكاحترام الغير وسماع نُصحهم فإنها بلا شك ستنقاد إلى رغبتك ولن تخالفك أبدًا.
يجب علينا أن نُروض أنفسنا أولًا على طاعة اللّه ورسوله واتباع هديه ونُلزمها أن يكون القرآن الكريم ربيع نفوسنا وقلوبنا وأن نقتدي بالصالحين وأن لا نتنازل عن عاداتنا وتقاليدنا الحسنة التي توارثناها من أجدادنا وآبائنا في فعل الخير كالمصلحة العامة التي تخدم الإنسانية في هذه الحياة.
كما يجب علينا أن نُسخر أنفسنا لاحترام الغير واحترام وجهاتهم وأن لا نجعلها تتسايد لأنفس أخرى وترى وجهتم غير محبذة ولا محبوبة لديها لأن من المعروف أن لكل نفس ذوق فلا تجعل ذوق نفسك هو الصحيح بل الزمها بأن تحترم وتتقبل رأي غيرها ليشاركها في دراسة أي موضوع به فائدة للمجتمع جميعًا.
إن اتحدت النفس مع الشيطان بلا شك أنك أيها الإنسان ستفقد الكثير من الأصدقاء والأصحاب كما ستفقد مكانتك في المجتمع وتُسبب لنفسك أمورا لا تحبذ مع الناس كمضايقتهم والعبث بمشاعرهم وعدم احترام ذاتهم لأن نفسك ترى إنها هي الصائبة ونفوس الآخرين تراها تمشي في منحنى الخطأ.
ولكن عليك أن تلجُم نفسك بِلجام التقوى وعمل الخير وأن تجعل نفسك تتزين بطيب الأخلاق مع الجميع فلا تجعلها تسخر من النفوس التي تتعايش من حولك فكل نفس منها خلقت لتؤدي واجبها ورسالتها على أحسن وجه على أرض اللَّه الفانية.
فهنا نتعلم أن كل نفس خلقت منذ أن خلقت نفس سيدنا وأبينا آدم عليه السلام بنفس واحدة ولكن تختلف في تعاملها وطيبها وإخلاصها لصاحبها نعم يقال: النفس إن ركبت عليها قادتك إلى الخير وإن ركبت عليك قادتك إلى ما يحمد عقباه والعياذ باللّه من نفس لا تنقاد لأمر ربها العظيم.
نسأل اللّه تعالى أن تكون أنفسنا منقادة لأمر ربها وأن يكون سعيها مسعى خير ونماء وصفاء، وأن تكون من النفوس المحبة لله تعالى.