عمان المجد .. خطى ثابتة
حبيب بن مبارك الحبسي
حينما تمخر السفن في لجاج البحار المتلاطمة بخطى وثبات، تضطرب القوارب من حولها محدثة حالات من الفوضى غير الخلاقة، كأنها فاقدة إحداثيات الإبحار المتزن .. فهي تقفز هنا وهناك بلا مجاديف راسخة.
لن تستوعب انقلاب تلك الأمواج عليها يوما ما .. الشموخ بعزة الوطن أشبه “بالنوخذة” الماهر في سفينته وهو يتعامل مع الأمواج وسط موجات الرياح والأمطار القوية.
هكذا دأب من يديرون قيادة السفن الواثقة في رسوخها، فهم راقون في التعامل مع كل الحالات .. لأن الطريق السليم يحتاج إلى صناعة الإنسان عبر تاريخ وجوده، فالأصيل أصيل بقيمه ومبادئه، و لا ينكر حق الآخرين ولا يعتدي عليهم بل يقدم لهم ما يعينهم دون منة .. وبدون إحداث فوضى في عمق الآخر، هكذا الوطن عُمان وهكذا قيادته وشعبه.
نحن أكثر وعيا وحلما عند الإساءة، فليس كل ما يقال يحتاج إلى رد، وليس كل هرج وتطبيل يحتاج إلى فعل، نحن أسمى من سفاسف الأمور، ولا ننظر بأن نرد الصاع صاعين، لأننا بعقلية العماني المحب لإخوانه مهما أساءوا، لأن البيت حصين لا يتبعثر، والمجد متأصل، فلا خوف.
والقيم مبادئ إسلامية أُمِرنا بها .. هكذا حينما تريد عمان إيصال الرسالة للجميع .. فمن أساء لها فضح أمره، ولم يتوانَ في تلفيق الأعذار، لأنه في حالة اضطراب وبعد أخلاقي .. ومن يظهر خلاف ما يبطن ينكشف أمره عاجلاً أو آجلا.
كم من حلم تجاوز حده .. وكم من تجاوز استمر، والدسائس انكشفت .. وحقائق ظهرت على السطح .. والمكر والتلفيق شاع أمره ليكون من وراءه وداعمه، وحينما تكون كل الأمور على مرأى ومسمع من العالم ستجد أنه، لم يتبق لك رصيد .. وسيسلط عليك المولى عاقبة أمرك.
عمان الحضارة منهج في التعامل والعمل، تجدها عين للعمل، وعين تعمل فيها للذود عن حياض الوطن، لن تنام وتغفل عين العماني عن وطنه، فمع كل حدث ومتغير الكل حاضر ومترقب ربما يخيل للآخرين ساعة اقتناص الفرص ولكِّن الروح يقظة .. فالشهم لا يرضى بالألعاب الصغيرة، والعاشق للوطن مهما حدث له يبقى البيت عمان، والقلب عمان، والتراب عمان .. حاضنة لكل خواصنا، ولن نرضى بأن يتدخل في هذا المكون الوطني الخاص بنا أية أحد مهما كان .. نحن لن نرضى بأن نتصيد ونستغل الآخرين في تسبب معيقات للأوطان الحرة، لأنه لا يوجد لدينا شواذ من هذه الفئة، ولن نقبل بتبنيهم في أرضنا، لأن أمثال هؤلاء بضاعة رخيصة، أما حب الوطن وعشق ترابه وهواءه وماءه فهو غالي.
نقول كفى كل هذا الحقد والمؤامرات والتلويث، فمع تلونها وتقلبها، ليست عصية علينا في فهمها وأصبح التعامل معها حاضرا بصفة دائمة .. ومنهجنا ثابت لن نتعمد إيذاء الآخرين، فلهم حرمة حفظها الدين الإسلامي الحنيف، فلهذا لن يشغلنا هذا الجانب فنحن في شغل عنه لتحقيق التنمية الشاملة لعمان وتطوير الكادر البشري المؤهل للتعامل مع مقتضيات الحياة وفق المستجدات والمتغيرات.
حفظ الله تعالى الوطن قيادة وشعبا.