2024
Adsense
مقالات صحفية

يا عُمان نَحنُ مِنْ عهدِ النبي أوفياء مِن كِرامِ العَربِ

ليلى بنت سعيد اللمكية

اِعْلَمْ يا وَلَدي – رَعاكَ الله – أنّ الوطنَ مِنَ النِّعمِ العظيمة التي وَهَبَنا الله إيّاها؛ وَوَجَبَ عَليها الشُّكْر الدّائم، لا يُباع ولا يُشترى، كالأُمّ تحتويكَ في فَرَحِكَ وحُزنك، وفي رِضاكَ وسخَطك، فَهلْ تستطيع اسْتبدالَ أُمِّك؟؛ لا يا وَلَدي فالوطن كالأُمّ، لا يُستَبدَلُ ولا يَتكرر.

ونحنُ ولله الحمد والمِنّة نتقلّب في نِعمة الوطن؛ عُمَان بلد الأمنِ والأمان، بلد السلام والعدل والمحبة، وَصَدَقَ الشاعرُ حين قال :
وهلْ كالعدلِ في الدُّنيا حياة بِها تَحيا الأنامُ وتَستطيبُ(1)

ويَكفينا فَخراً شهادة نَبيّ الأُمّة مُحمد -صلى الله عليه وسلم – حينما قال عليه الصلاة والسلام : ” إنّي لَأَعْلَمُ أرضاً يُقال لَها عُمان لينضح البَحر بِناحيتها، لَوْ أتاهم رَسولي ما رَموهُ بِسَهم، الحَجّة مِنها أفضل مِن حَجَتين مِن غيرها ” – لشقة السّفر منها بِالنظر إلى بقية بلاد الجزيرة العربية –.
وفي حديثٍ آخرَ يقولُ المصطفى عليه السلام : ” مَن أعْيَتْهُ المَكاسِب فَلْيأْتِ عُمان بلاد الأمان، لا ظُلم فيها وَلا جَور، يُوشِكُ في آخر الزمان أنْ ينتقلَ إليها الناس “،لِأَمان أهلها فيها.
وعنهُ صلى الله عليه وسلم : ” مَنْ أحبَّ أنْ يَسكُن عُمان فلْيسكُنْ، فإنَّ فيها القنوع والرِّضى باليسير ” .
وعن عبدالله بن سلمة أنه سمِع رَجلاً يودّع رجلاً فقال : أينَ تُريد ؟؛ قال: عُمان، قال لَه : فَالْحَقْ بِها يا ابنَ أخي، فإنَّ بِها أمان اللّيل، وأمان النّهار “.
وَرَوَى الإمام الربيع بن حبيب عن أبي سفيان مَحبوب بن الرحيل عن رجلٍ منَ التابعين اسمه أزْوَر قال : “أنّ نسْوة مِن أهلِ عُمان اسْتأذَنَّ على أُمِّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – فَدخَلْنَ عليها وسَلّمْنَ عليها ، ثُم قالت: ” مَن أَنتُنّ ؟ قُلن : مِن أهلِ عُمان ، فقالت : لقد سَمعتُ حبيبي عليه السلام يقول : لَيَكثُر وُرّاد حوضي مِن أهلِ عُمان “.
وفي حديث مازن بن غضوبة الطائي مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم – في زيارته الثانية لهُ بعدما أخبَرهُ بأنّ الله قد هَدى قوماً مِن أهل عُمان ومنَّ عَليهمْ بالإسلام، وقد أخصبَتْ عُمان، وكَثُرت الأرباحُ بها، أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” رَحِمَ الله أهل الغُبيراء آمنوا بي وَلمْ يَرَوني”؛ ويعني بأهل الغبيراء أهل عُمان، وهذا القول من رسول الأمة أعظم شهادة على فضْل أهل عُمان(3) .
وَمِن هنا يا ولدي أدعوكَ لِأَنْ تقفَ شامِخاً لِأنّكَ عُمَانيّ ، وأنْ تبقى مُخلِصاً، مُستقيماً، صَادقاً، مُطيعاً، وَفِياً لِوطنكَ الحبيب وأُمّكَ الرَّؤوم (عُمان) ، وَلِقائد (عُمان) .

المصادر :
1.العنوان عن تاريخ عمان ؛لسالم بن حمود بن شامس السيابي، مكتبة معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد، ص69.
2.ملامح من التاريخ العماني؛ لسليمان بن خلف بن محمد الخروصي، مكتبة الضامري، سلطنة عمان، ط3، 2002م، ص43-45.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights