إياكم والكذب
يوسف الشكيلي
أصبحت وسائل الإتصال مركب لكل عبور لمن يريد يمشي على هواه ويتفنن في أساليب الكذب ؛ حتى يجني من تلك الأفعال السيئة العديد من المشاهدات ممن هم على شاكلته، و لقد بات البعض منا بلا إحساس و لا ذرة أخلاق من القيم الإسلامية التي تربينا عليها و تعلمنا منها مبدأ التعامل مع الآخرين.
ومما لا شك فيه بأنَّ هذا يقودنا إلى أبعد ما نتصوره في أنفسنا من تلك الأعمال التي ينال أصحابها الشهرة من خلال أكذوبة يتفنن بها كل من أصبح لها رائد في حياته اليومية ، أو نقل معلومة ليس لها من الصحة في شيء من ذلك الخبر . والدرب طويل في ذلك من الأفعال المترتبة من
الأكاذيب في منصات التواصل الأجتماعي، وفي هذا قال عليه الصلاة والسلام: (وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا) [رواه البخاري ومسلم).
فمما يؤسف له أنَّ نجد هناك من أخذوا إتجاه خاطيء، ولم يعوا خطورة الوضع، و لما قد يترتب عليه من عواقب من هذه الأساليب في منصات التواصل الاجتماعي. فهناك العديد من المشاهدين الذين يقرأون ويشاهدون ما يرسل ؛ فمنهم الكبير والصغير ، وقد تجد تلك الفئة الصغيرة بتغريداتهم شيء من الكذب، فتتمحور تلك التغريدة في عقولهم ويصبح بعد ذلك الكذب وسيلة مشروعة.
فما أحوجنا أن نتقيد بالمباديء الإسلامية ، وأن نراقب الله في
أنفسنا، وأن نتحمل ما نكتب في منصات التواصل، ونأخذ بعين الإعتبار تبعات تلك الأعمال التي لا توصلنا إلى بر الأمان، ولو أخذنا منها الكثير من المشاهدات فأنت في الأخير مسؤول عما تكتبه، ومحاسب عليه يوم القيامة.
لقد جعلني أكتب عن هذا الموضوع عدة أمور ؛ أولها لمشاهدتي
لتغريدات بعض الناس في منصات التواصل وخصوصا تويتر الذي يعد سهلاً لكل من يريد أن يعمل لنفسه منبراً للتواصل فيه مع الناس ؛ولكن بمعلومات مغلوطة من الكذب لأجل أن يعزز مكانته ، ويأخذ أكبر قدر من المشاهدات بدون محاسبة لذلك ؛ وثانياً لمن يشجعوا لتلك الأقلام التي ليس لها من الأخلاق وقدر
من الاحترام.
وفي الأخير لابد لنا أن لا ننجر خلف هؤلاء ونعطيهم القدر من الاهتمام ونضيع وقتنا لتفاهات مغلوطة لاتنفع ولاتضر ، فلنتقي الله في أعمالنا، وأسال الله لنا ولهم الهداية فيما نكتب ونعمل، وأن لا يجعلنا من الذين لا يفرقون ما بين الحق والباطل ، ويعيننا على أنفسنا بالخير والعمل الصالح.