2024
Adsense
قصص وروايات

“موتٌ يتدلى”

العنود الهنائية

كل مستحضرات التجميل كانت أضعف من أن تنعش وجهي الميت، لا شيء قادر على إخفاء تجاعيد البؤس التي على وجهي، و هذا الحزن المستلقي على عيني يأبى أن يستيقظ، أصبح الجدار يعرف تفاصيل وجهي أكثر مني لطالما استلقيتُ و وجهي يقابل الجدار، أحاول دائما أن أخفي دموعي حتى أنها أصبحت غزيزة جدًا و لا يمكنها التدفق فهي حبيسة حيائي و خوفي من الضعف، أشعر بأن سقف الغرفة يتدلى كلما نظرتُ إليه و دائمًا ما أدعوه لأن يسقط و ينهي ما تبقى مني، إنني منهكة؛ و هذا التعب لقد أنهك قواي و إرادتي و عزيمتي، لا أملك حتى القوة لأن أغادر مضجعي ، أشعرُ بأنَّ ظهري متصلب بشدة والفراش يدفعني – لقد احترق من حرارة جسمي التي لا تطفئها برودة المكيف – إنني أحترقُ من الداخل و أذوب رويدًا رويدًا ، أنا الآن تماما كـالموقد الساخن الذي يعجن فيه خبز الأسى، وكلما عبر شعاع الشمس من نافذة غرفتي في كل صباح أشعر بأن شيئا ما يخترقني و يشعل الذكريات بداخل قلبي المنطفئ، و ما أن يحل المساء حتى يموت جزء مني، إنني أموت ببطء و هذا مؤلم بشدة، الجنون يلتف حول رأسي يقيد معصمي و يشعل رأسي شيبا، أحاول إخفاء رأسي أسفل غطاء سريري و لكن الأشياء التي تخيفني تختبئ معي حيث لا شيء يخيفني بقدر الأشياء المخفية في جوفي تمامًا كـ قلبي وةذكرياتي و ابتسامتي الميتة، أين أختبئ منهم و هم بداخلي، و الآن أنا أخبركِ كل هذا لأنكِ حين امسكتي بيدي يا صديقتي كنت أعتقد أنك تتعاهدين معي كي نعبر هذه الحياة بسلام، لم أعتقد أنك تنوين أن تعبري مصاعب الحياة من خلالي، أنتِ واحدة من الأشياء الميتة بداخلي و التي تخيفني و لا أعلم أين أختبئ منكم جميعًا، لا تطلبي مني أن أغادر بؤسي هذا فـ أنتِ أيضا لا تعلمين أنني أتوضأ من نهر الحزن، فقولي لي كيف ستقبلين مني الابتسامة؟ هل تعلمين كيف أبدو الآن؟ أبدو كقضية بين المحاكم تتردد، لا القاضي يفقه المسألة، و لا من محامي يود الدفاع، حتى التسوية الودية قد رفضت، إنني متهشمة أتوارى خلف الخيبات، و لا أدري إن كانت ستفتح لي أبواب السماء من جديد، فـ لذلك أنا أكتب لكِ لأنني أتألم، و لأنني أتضور من شدة الحزن، أكتبُ لأني حزينة جدا، و أحاول إفراغ هذه الكآبة في قالب زجاجي ثم أكسره، إنني حقا متعبة فـ كل ما حولي فارغ و وحدي هنا الممتلئة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights