سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

خواء

كتبت : ثرياء الحراصية
الخواء هي كلمة جوفاء فارغة لإنها تدل على الفراغ ولكنه يكون بشكل مكثف وبصورة روحية أكبر من كونها حسية والخواء إذا حل في أرضٍ اقفرها وتركها خاويةً على عروشِها وكذلك تفعل في القلوب تجعلها صحراء قاحله وتستوطن الأرواح فتنتزع منها كل ما هو جميل وطيب و يا ويح حالي عندما تستوطن العقول فتستنبط منها كل ما هو جميل ورائع فتصادرة ليحل مكانه ذلك الخواء الذي لا شرح لهُ ولا معنى .
يوجد أنواع مختلفة للخواء منها الخواء الروحي حيث يجد الإنسان نفسه بروح فارغة غير متناغمة مع ما يحيط بها من معطيات ولا تتجاوب بشكل طبيعي مع ما يدور حولها من أحداث فبالتالي هو لا يستطيع التأقلم مع مجتمعة لإن روحة تَقطُنُ بُعداً كونياً آخر سارحة في ملكُوتٍ لا يَمُتُ لواقع حياتة بصلة.
وهنالك الخواء القلبي حيثُ يعيش الإنسان حياتهُ وذلك الشعور بإنقباض في قلبهِ يلازمهُ شعور لا تفسير له ولا منطق لوجودة لإنهُ إذا عُرف السبب بطل العجب وبما أنه لا سبب ظاهر لهذا الشعور الذي يسيطر على صاحبه فهو يظل يسير في دائرة مغلقة لا سبيل له في الخروج منها بوجود هذا الخواء في قلبهِ مهما حاول جاهداً الإندماج مع مجتمعه الذي يحيط به والإندراج تحت معطياته أوالتعاطي المباشر والغير مباشر مع كل ما يدور من حوله ولكنه يجد صعوبة في أن يكون راضياً عما يقدمه لإن قلبهُ يخبرهُ دوماً أن هنالك أمراً ما ناقص وغير مكتمل وذلك بسبب الخواء الذي يملوء قلبه.
ونأتي على ذكر الخواء النفسي حيث يكون الإنسان نفسي في كل حالاته ومزاجي بتصرفاته يحدد أولوياتهِ على حسب مزاجهُ غير ملتزم بقوانين مجتمعه ولا بإعرافه الدارجه فتتغير مبادئة لإنها من الأساس غير ثابتة وتحتوي على صدعٍ كبير سببهُ الخواء النفسي الذي يعيشةُ وهو غير مدرك له ولمدى خطورته وإنعكاسة السلبي عليه في جميع مراحل حياته.
وأشدُ أنواع الخواء ضراوه هو الخواء العقلي الذي يفرض هيمنتهِ على مدارك الشخص ومدى إستيعابهِ الحقيقي للأمور على طبيعتها بل عدم إستيعابهِ ورفضهِ لكل ما يدور حوله بحجة أن لا شيء يناسبه فعندما يكون العقل فارغاً فسلاماً على أي تصرف منطقي يقوم بهِ هذا الشخص بل على العكس تكون تصرفاته غير منطقية ومخالفه لواقع حياته.
للخواء سلبيات دون أي إجابيات تذكر وقله من الأشخاص قد تصاب بهذاء الداء الذي ليس له دواء ولا علاج جذري لمن أبتلاهُ الله عز وجل بهذا الداء الفتاك فهو يفتك بصاحبة وينهي وجوده بشكل مأساوي يزرع فينا الحزن الامتناهي ورغم ذلك فهذة الحالات من الندرة أو قد تكون غير مشخصة أو غير معروفة وإن دل ذلك الأمر على شيء فإنه دليل على أن الحالات المصابة بالخواء نادرة في مجتمعنا الإسلامي لإن الدين الإسلامي لا يخلق غير الشخصيات السوية المباركة أينما حلت وحيثما أرتحلت.
نسألْ الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة وأن يُبعِدناَ وأياكم عن هذا المرض العُضال ويجعلنا خاليين من أي خواء قد يدمرنا ويدمر كل ما يحيط بنا من معالم جميلة وأخلاقيات راقية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights