الضيفة المذبوحة
بدرية بنت حمد السيابية
في صباح جميل كجمال صوت العصافيرُ المغردةُ، رائحة الياسمين العطرةُ، خرجتُ من المنزل وأنا سعيدة،ودعتُ أمي بقبلة على رأسها، وتوجهت للصعود في سيارتي، وبعد النظر والتمعن إليها جيدا، وتاكدتُ من وجود الكمام والمعقم صغير الحجم، في حقيبة اليد الخاصة بي، وتوكلتُ على رب العالمين.
بعد نصف ساعة وصلتُ لوجهتي، وتوجهت إليها مباشره وجدتها جالسة بين أخواتها، منظرها جميل يسعد قلبي إليها، حملتها بين ذراعي وحاورتها حوار جميل، ومشيت بها بين الممرات وهي تنظر إليَّ ، اصطحبتها معي، وصعدنا للسيارة، وضعتها في الكرسي الأمامي، فقلت لها :لا داعي للقلق يا عزيزتي، فأنتي في أمان معي، ابتسمتُ إليها قليلا، وجلستُ انظر لشكلها، سبحان الله من صورها وخلقها، ولكن كان في داخلي حزن شديد عليها.
فقلت لها :أنتي جميلة، شكلك كروي، لونك زاهي، وداخلك قلب لونه يميل للحب، الجميع يتمنى أن يحملك بين ذراعيه، محلقا بك بعيداً، يدافع عنك ويضحي لأجلك، حتى تكوني من نصيبه
وصلتُ للبيت، وأفتح الباب الأمامي للسيارة، احسستها كملكة وضيفة لطيفة على قلوبنا، ناديت أمي لتستقبلها، وضعتها في مكان جميل، بزاويا تليق بها كضيفة، مكان فيه تكييف بارداً، كشتاء جميلا بنسماته البارده ترفرف حوليها، عاملتها أمي
بحنان ومحبه، وحل المساء واجتمعت العائلة الكريمة.
همست لي أمي في أذني بأن اذهب لضيفتنا الجميلة، وأن أقدمها لعائلتي بكل حب وترحيب، ذهبت لمقر جلوسها، وكأنها في حديقة مليئة بالورود، والجو العليل، حملتها بين ذراعي وحاورتها حوار لطيف، اعتذر منك عزيزتي، ولكن هذا قدرك سيكون معي،ستكون رحلتك معي قصيرة ، أخذتُ سكينا حادةٌ، ونظرتُ إليها بشفقة، وسميتُ باسم الله، وقطعتها بكل قوة وانشقت للنصفين ، واسعدني ما تحمله في جوفها، من لون احمر جميلا، فحقا أنا آسفة عن تعاملي القاسي لك، فتذوقت طعمها، سرح خيالي لأبعد مدى، لمذاق طعمها اللذيذُ، وعصيرها الطبيعي المسال من عروقها، أكلك حلال علينا.
شكرا لك يا “بطيختي” على ما تقدميه، لنا من مذاق لذيذ، من شراب فيه لذة للشاربين، انتي تستحقي كل الحب والتقدير،
هنئنا من زرعك وحصدك، ومن جعلك ضيفة له على مائدة الغداء أو العشاء، لكِ فوائد لا تعدُ ولا تحصى فالحمد لله على النعم الكثيرةَ .