الرحيل عن قافلة العلاقات
وليد الجابري
سوف أبتعد عن سرد فلسفة جملة العلاقات في حياتنا ووجهت قلمي هنا إلى علاقة الصديق والأصدقاء والأثر النفسي والسيكولوجي لتلك العلاقة.
طاقة الانسان بطبيعتها طاقة إيجابية، إما أن يقحمها في دوائر التشاؤم والكسل والحزن وكسر المعنويات، وإما أن تكون له دائرته الخاصة المبنية بثقته وشخصيته المستقلة والطاردة لأي هجوم خارجي لإحداث ثقب يتسلل منه سرب سلبي يخالط معرفته الذهنية الإيجابية بشوائب من الإحباط والموت الحسي والمعرفي لثقته وأمله في الحياة.
تكوين العلاقات فطرة في بني البشر، أحياناً لدى البعض علاقة مُفردة مع صديق أو علاقة مع عدة أصدقاء أو علاقة كبيرة يجمعهم تجمع يومي أو أسبوعي، ونجد علاقة الصديق تكون مع أحد الاقارب المقربين أو زميل دراسة أو زميل عمل أو جار و و …
وهنا السؤال يطرح نفسه.
ماذا لو كانت تلك العلاقة تبعث في نفسك الضجر والأكتئاب لحياتك ولا تستطيع التخلص منها؟؟
فتحليل اجابة السؤال يصُب في معين واحد، وهو كيف أبتعد وأجده بكل مرافق حياتي، كيف أبتعد متناسياً فترة من حياتي قضيتها بصحبته أو بصحبتهم، فنرى أن سبب عدم الابتعاد هو عامل نفسي، فهو قابع في سيطرة وغير قادر للتخلص منها وهو من سمح للغير العبث في قراراته حتى أصبحت شخصيته مهتزة تلعب بها قناعات المُسيطر عليه.
نعم أرحل ،،،
إذا وجدت الصديق كابح لجماحك، ويرمي لك إشارات غير مباشرة بأنك مهما نجحت في حياتك لا توجد إضافة لديك، نعم أرحل إذا وجدته لا يكترث لك ويصد بوجهه لخير أتى إليك، أرحل من أي علاقة تسمم طاقتك الإيجابية، أرحل من جلسة يتداول بها ذكر عورات الناس وكشف تفاصيلهم الخاصة، أرحل من علاقة يقوم بها الصديق بتتبع حياتك من خلفك، أرحل إذا وجدت ملامح وجهه تتبعثر لخبرً سار في حياتك، أرحل أذا أكتشفت بأنه يفضل غيرك في شؤونه المنفعية، أرحل إذا وجدته يذكرك للبعض بلؤم لكشف مكانتك عند الآخرين، أرحل أذا رأيتهُ كاذباً مستصغر عقلك ووعيك.
وليس الرحيل بالمعنى هنا القطع النهائي للعلاقة، إنما البُعد تدريجياً وتضعيف قوة العلاقة، تلك الطريقة هي كفيلة بأن يسترجع الصديق أو جملة الأصدقاء صوابهم لماذا أبتعد.
وهنا أنت مُلك نفسك، أما أن تستمر في علاقات الضجر ويصبح مزاجك حبيس الغير يعصف به من يشاء، أم تتحرر وتُبعد الطلقات عن قدميك وتسترح من الضجيج المؤرق لذهنك وقلبك.