خميس بن محمد الهنائي
عظم الله أجركم أيها المسلمون لانقطاعكم عن تأدية الصلاة في الجوامع والمساجد .
الصلاة في البيت – ضمن قرارات اللجنة العليا – وإن كنت خارج البيت أبحث لك مكان آمن للصلاة ولو تحت حرارة الشمس القاسية ، الصلاة ممنوعة في دور العبادة وإذا خالفت فانتظر المحاسبة البشرية والسبب فايروس كورونا، الذي حل ضيفاً على العباد – وإن شك البعض في أمره – حيث آثاره و إصاباته في انتشار وتزايد وذلك حسب التقارير التي تصدرها اللجان المحلية والمنظمات الدولية المسؤولة عن الصحة العالمية ، والعلم عند الله .و نسأل الله العفو والعافية .
علينا أن نتقبل الأمر كما هو . السمع والطاعة واجبة عليك اتباعها من ولي الأمر في ظل هذه الأحداث الجارية من تداعيات هذا الوباء العالمي.
وإن البشرية تتابع عن كثب أبعاد هذا الوباء، وما يصدر في شأنه من قرارات وتعليمات للحد من انتشاره، وفي هذا المقام نرفع كلمة الشكر والتقدير لكل العاملين في قطاع الصحة واللجان المكلفة لمتابعته وما يتخذ في شأنه من قرارات للحد منه والقضاء عليه .
للعودة إلى دور العبادة – الجوامع والمساجد وغيرها – كان لتصريح وزير الصحة ليوم الخميس الفائت الموافق ٦/٢٥ في المؤتمر الصحفي الأسبوعي.
اعتبر المساجد والجوامع ضمن الأماكن التي فيها تجمعات كبيرة، وأن الحديث عن رفع الحظر ما زال قائماً بحجة هذه الأماكن ذات تجمعات كبيرة، وقد تسبب زيادة في عدد المصابين بهذا الوباء .
عفواً معاليك / لو صدر رفع الحظر عن دور العبادة لاختلف الأمر و تبدد الخطر. بيوت الله محفوظة بالرحمة والمغفرة والعناية الإلهية .
ما أحوجنا أن نرفع أكف الدعاء إلى الله تعالى لرفع الوباء الذي حل على هذه الأمة وبيوت الله نجد فيها الطمأنينة والسكينة والاستجابة للدعاء .
معاليك / ما الفرق بين دور العبادة والمراكز التجارية التي لم تغلق منذ بداية ظهور هذا الوباء ؟ أليست المراكز التجارية ذات تجمعات بشرية تزيد ما مجموع عدد المصلين في الصلوات الخمس والحركة فيها مستمرة حتى الساعات المتأخرة من الليل، بينما الجوامع والمساجد لها أوقات محددة لأداء الصلاة فيها وقد لا يصل عدد المصلين في بعضها العشرة .
لو أخذنا المقارنة الواضحة والقريبة منا بين مسجد ومحل الخياطة. نجد في الأول المصلي لا يقوم بأي عملية فيها ملامسة وقد تكون المسافة بينه وبين المصلي الآخر بعيدة عند أداءه للصلاة وقد يستخدم المصلي سجادة خاصة به . بينما صاحب الحاجة – المتسوق – في محل الخياطة تكون المسافة بينه وصاحب المحل قريبة جداً والأقمشة المصحوبة تعمل على أحداث اللمس المتبادل وكذلك الحال في النقود والورق المستخدم .
أم لهذا مبرر أو حجة ما تقدمه المراكز من الطعام والشراب أولى من العبادة بأنواعها في هذه الظروف ؟
عسى أن لا يكون هذا هو المبرر والاستمرار في تأجيل رفع الحظر عن بيوت الله .
معالي الوزير / نطلب منكم تكرماً فتح دور العبادة أسوة بالأنشطة التي فتحت أبوابها للعامة .
واقع الحال وفي الظروف التي نعيشها في ظل هذا الوباء يدعونا الإيمان بالله إلى الالتزام والعمل بقرارات اللجنة، والشرع قال كلمته في هذا الأمر لأجل المصلحة العامة ولحماية البشرية من الأمراض المعدية . إلا أن الوقت طال يا معاليكم .
إنه وفي ظل القرارات التي اتخذت مؤخراً لفتح المزيد من الأنشطة التجارية التي لا تعد ولا تحصى وما تبقى منها إلا القليل وبالعودة إلى دعوات اللجنة العليا المستمرة في اتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة هذا الوباء مع عودة الحركة وممارسة الأنشطة بشكل أوسع، نجد اليوم حركة الناس تسير شبه طبيعية وأن البسمة والسعادة ظهرت على الأوجه من رفع المزيد من الأنشطة منها المهمة والضرورية للحياة اليومية واللجنة ما اتخذت قرار رفع الحظر إلا بعد دراسة وضرورة ملحة . أليست دور العبادة أولى؟
في ظل هذا لا نجد المبرر والتأخير المتكرر الذي يمنع من فتح ورفع الحظر عن الجوامع والمساجد مع تذكيرنا الأخذ في عين الاعتبار تطبيق التعليمات والتوجيهات التي تم إقرارها من قبل اللجنة، منها لبس الكمامة وعدم المصافحة والابتعاد عن البعض عند أداء الصلاة وهنا مبدئياً منع الصلاة في جماعة – حتى آشعار آخر- وخاصة صلاة الجمعة التي يتجمع فيها عدد كبير من المصلين، والناس كافة أصبحت على فهم ووعي تام بالتعليمات وأهمية اتباعها واتخاذ هذه التعليمات في محل الجد والتطبيق والشاهد يعكس لنا واقع الأمر بين المواطنين والمقيمين.
إننا نكرر دعوتنا لكم فتح دور العبادة وأن تكون القرارات الجديدة في مقدمتها .
نسأل الله تعالى أن يرفع عنا هذا الوباء، وأن يحفظ عمان وسلطانها وشعبها والبشربة جمعا من كل شر ومكروه .
