لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع
علي بن سالم البسامي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم اخواني واخواتي الاعزاء اتطرق في هذا الجانب لما رآيته بأم عيني من مشاهد ولقطات مررت عليها .
تكاثر البنيان وانتشرت المساجد والجوامع والبيوت الكثيرة لكن ما لاحظته هو كثرة الجوامع في بلادنا وقلة المصلين .
المشكلة الحاصلة في هذه الايام انهم يبنون مسجد او جامع قرابة الالف متر ويتسع لثلاثين ألف ويكلفهم الكثير من المبالغ الباهظة وينتهي البنيان ويفتتح المسجد فإذا به لا يزيد عن صف أو صفين من المصلين لماذا ؟ اولا لكبر المسجد ثانيآ لكثرة المساجد بالقربة الواحدة ، اما كان الأجدر اننا نبنى مسجد بقدر حاجة الناس له فقط ويكون متوسط وان لا يبالغ فيه وباقي المبالغ تصرف للمحتاجين والمعسرين وهو الاولى بذلك .
وحدثت معي ومع غيري مواقف عدة وسوف أقص عليكم بعضا منها ، ذات يوم كنت ذاهباً في مشوار فأذن للصلاة وأنا في الطريق وتوقفت عند اقرب مسجد فجلست انتظر وهناك لوحة الوقت تشير الى بدأ الصلاة ، وانتهت إشارة التنبيه ولم يآت أحد ليصلي فصليت بمفردي وكان وقت صلاة الجماعة فأصبت بالدهشة ، ولما خرجت من المسجد وجدت أحد المارة فسألته فيما إذا كان احد يصلي هنا فقال غالبية أهل المنطقة يفضلون الصلاة في مسجد آخر قريب من هذا المسجد .
وقد تكرر معي نفس الموقف في مسجد آخر ، كانت جميع الانوار مضاءة وأجهزة التكييف تعمل مما يعتبر إسرافاً وإهداراً للطاقة ، في حين يخلو المسجد من المصلين وذلك بسبب كثرة المساجد وقربها من بعضها البعض .
وهنا أرى أن الأموال التي تصرف في بناء المساجد الأولى أن تصرف على المعسرين من بناء ألف جامع ، وتعتبر هذه صدقة جارية أوصى بها الله عزوجل ورسوله وقدمت أعمال البر عن الصلاة في أكثر من موضع في القرآن الكريم .
وهناك كثير من المعسرين والمحتاجين سواءً في بلادنا أو في سائر بلاد المسلملين .
فلقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع .