الوظيفة بين الواقع والسراب
خديجة المعمرية
في ظل التحديات المعاصرة والمغريات الحياتية ومستلزماتها. نجد الكثير من خريجي الجامعات والكليات بغير وظائف مناسبة. وذلك عائد إلى ضعف الثقة في الكوادر الوطنية وكثرة التحديات التي يواجهونها من أجل الحصول على الوظيفة المرجوة. أو بسبب غلاء الرواتب لذلك يفضل مدير المنشأه أن يأخذ أشخاص من خريجي الدبلوم الثانوي.
إذا تقدم أحد من خريجي الجامعات أو الكليات لشغل الوظيفة في كثير من الاحيان يطالب بعمل شيء ملهم لجذب الزبائن إلى المنشأه التي يود العمل بها. لكن كلمة ملهم بحد ذاتها تجعلك تفكر في الكثير من الأفكار.
ربما تقول في نفسك ان مدير هذه المنشأه يود أن يصرف أنتباهك عن هذه الوظيفة أو أن هذه هي طريقته بالرفض بإسلوب لا يعرضك للإحراج. ولكن دعني اهمس لك بشيء لم تكن تتوقعه وهو ان مدير هذه المنشأه قال لك ذلك لأنه يريد أن يرى إبداعاتك وقدراتك الكامنة فجر كل طاقاتك الإيجابية من أجل الحصول على وظيفة مرموقة.
في بعض الأحيان يطالبك مدير المنشأه بخبرة لا تقل عن سنتين وهذا أمر ليس صعبا ولكن الأمر المر أن يطالبك بخبرة لا تقل عن خمسة عشر سنة في ذات المجال وانت لم تتخرج إلا منذ عامين. هنا تكمن قوتك بإقناع مدير المنشأه بأنك كفو بهذه الوظيفة. بإسلوب شيق وممتع يجعل مدير المنشأه يعيد النظر في موضوع الخبرة.
نلاحق الوظائف ونجري خلفها. ناهيك عن بعض الإعلانات الكاذبه في بعض المنشأت وعندما يقوم الأشخاص بالذهاب فإنهم يأملونهم بالحصول على الوظيفة المناسبة. في بعض الأحيان تعترف المنشأت أنها لم تطلب موظفين جدد بل أنها تحتفظ بموظفيها القدامى وذلك لإيمانها أن موظفيها لديهم من الخبرة والجودة ما يكفي لسير العمل على أكمل وجه.
سؤالي موجه إلى جميع أصحاب المنشأت الصغيرة والمتوسطة والكبيرة لماذا لا تؤمنون بالقدرات الشبابية والكوادر الوطنية أليس لهم الأحقية في شغل الوظائف بشتى أنواعها بما يتناسب مع مؤهلاتهم الدراسية؟
في مجال الهندسة والطب و تقنية المعلومات وغيرها من المجالات دائما ما نشكو من الحاجة الماسة لتوظيف الكوادر الوطنية. طلاب قد تعبوا بحق من أجل الحصول على أعلى الدرجات العلمية. فمن هؤلاء الطلاب يجب أن تستمد السلطنة قوتها. ألا يحق لهم بعد ذلك التعب أن يحضوا بالوظيفة؟
الكوادر الوطنية هي السبيل لرفعه ونهضة هذا البلد بأبناءه.