حين ينتهي كل شيء
بقلم : أسماء بنت جمعه المخينية “الغبر”
متى سأكون كما كنت سابقاً، متى ستعود حياتي كما أحب أن أعيشها، متى سأشفى ويُزاح عن خاطري شعور التعب والحسرة على حالي؟.. أسئلةٌ تتبادر إلى أذهان عدد من الناس وحوارات يتحدث بها ثلة من الأشخاص مع أنفسهم ولكن من هم هؤلاء الناس الذين أقصدهم في مقالتي “حين ينتهي كل شيء” ؟؟؟ ، من هم اُولئك الذين تذرف أعينهم حزناً على أيام كانت من أجمل أيام حياتهم ولربما أيام عادية كانوا يعيشون فيها بصحة وسلام وعافية .
إنَّ الذين تحتويهم مقالة اليوم هم أولئك الذين شملتهم كلمة قرآنية عظيمة في قوله تعالى “ولنبلونهم” ، لا أعرف ماذا أقول – خوفاً من القنوط في كلماتي أو تعبيراً لاحق لي قوله ما دمت أنني آمنت بأركان الأيمان والتي احتوت من بينها الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، ولكن عِظم الأجر الغير ممنون للصابرين والراضين ما هو إلا دليل على شدة الابتلاء وعمق الإحساس النفسي القارص .
فبين عشية وضحاها يغيَر الله من حال إلى حال، من صحة إلى سقم، ومن فرحٍ الى حزن، ومن سعادة إلى شقاء، ومن كنت إلى أصبحت والحمد لله على كل حال .
في فترة من فترات حياتي العملية في مجال التمريض ذهبت لدورة تدريبية في قسم الحوادث بمستشفى خولة وكنت أذهب في الصباح وما إن أدخل القسم حتى يصدح في أذني صوت ميادة الحناوي وهي تشدو باغنيتها ” كان يا ما كان ” فسألت أحدهم وهم مجموعة من الشباب في غرفة واحدة، لما تستمعون لهذه الاغنية كل يوم ولماذا هذه الأغنية بالذات ؟ فأجابني أحدهم بأن آخذ البوم كان يحتفظ به في درجه فطلب مني أن أنظر إلى صور احتوت على روعة الحياة الطبيعية وأحلى اللحظات السعيدة وأجمل اللقاءات الصديقة التي عاشها قبل أن يصاب بحادث ادى الى شلل ألزمه الحركة على كرسي متحرك ، فأغنية “كان يا ما كان” هي للأمس الذي رحل، وللحال الذي تغير وقد لا يعود، فما كان مني في لحظتها إلا السكوت وحال قلبي يقول أحيانا نكون نحن سبباً في تدهور حالتنا الصحية أو استهتارنا بعدم الالتزام بالقوانين المرورية أو لربما أحدهم كان سبباً في الإصابة بإعاقات دائمة ولكن الذكرى غالباً ما تكون مؤلمة .
بطبيعة الحال الشعور النفسي مؤلم والإحساس الغير طبيعي أكثر إيلاماً والخوف الذي يخالط هذه المشاعر هو أشد ألماً .. أحياناً من الصعوبة بمكان أن تعيش حياة جديدة مع ظروف صحية نفسية متعِبة شيءً ما، فحين تنام بمهدئات شيء مرهِق، وإحساسك بعدم وضوح كلامك وعدم استطاعتك على الكلام بسبب جلطة موجع جداً بعد أن كنت تتحدث بطلاقة وتنشد بصوتك العذب وتتغنى بأجمل ألحان الحياة السعيدة وتُسعد من يسمعك بمزاحك أو عبقرية حديثك يؤلمك ويؤلم من يسمعك، عندما تشاء الاقدار بسبب جلطة مفاجئءة تلزمك الفراش ولا تستطيع ان تطرد ذبابة من وجهك شيءً لاذع للقلب وفي الحياة الكثير من متقلبات القدر وحكمة القضاء .
الحمد لله على كل حال الحمد لله على قضائه وقدره الحمد لله ما كان وما سيكون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك .