الحملة الفارسية الأولى على عمان في عام ١٧٣٧م
إعداد : ــ
أحمد بن علي المقبالي
الجزء الأول : ــ
كان عن الأحداث التي أدت إلى ظهور نادر شاه وذلك لتكوين فكرة أو قاعدة معلومات عن هذا الأمبراطور الفارسي الذي سوف يكون له دور مهم في أحداث مهمة كان موقعها الساحة العمانية .
الجزء الثاني : ــ
سوف نتحدث فيه عن الحملة الفارسية الأولى على عمان بناءً على طلب سيف بن سلطان الثاني اليعربي آخر السلالة اليعربية الحاكمة وأهدافها والاستعدادات الفارسية لها والبدء في تنفيذ عملية الفزو وكذلك أسباب الفشل الفارسي في الحملة الأولى .
تتميَّز عمان بموقع إستراتيجي مهم جداً ونادر فهي تقع على ثلاث ممرات مائية مهمة جداً للتجارة الاقليمية والعالمية وهي (( خليج عمان وبحر عمان والمحيط الهندي )) كما تسيطر سيطرة تامة على مضيق هرمز الذي يتحكم بدخول وخروج السفن باتجاه الساحل الفارسي وكذلك الخليج العربي .
إنَّ سيطرة عمان على أهم طرق المواصلات البحرية الذاهبة والآتية إلى الخليج العربي وأوروبا وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا جعلها مطمع للدول الاستعمارية الكبرى لأن السيطرة عليها يعني التحكم بالتجارة في المنطقة بأكملها .
👈🏻 لذلك تتمحور أهداف نادر شاه لاحتلال عمان على ما يلي : ــ
١- الاستحواذ على هذه المحطة المهمة جداً والسيطرة على أربع طرق تجارية رئيسية وتحويلها إلى الموانئ الفارسية.
٢- الرغبة في السيطرة على شرق أفريقيا واحتلاله لعمان يجعله حاكماً لتلك المناطق بشكل تلقائي نظراً لتبعية الساحل الأفريقي لعمان .
👈🏻 الاستعدادات الفارسية لغزو عمان👇🏻
– حصل الفرس على فرصة ثمينة لاحتلال عمان وذلك بتلقيهم دعوة من الإمام سيف بن سلطان الثاني اليعربي لمساعدته في القضاء على الثورة الداخلية ضده .
– في عام ١٧٣٧م بعث نادر شاه رسول إلى الإمام لإبلاغه بالموافقة على مساعدته وكذلك إبلاغه بالاستعدادات الفارسية والاتفاق حول الترتيبات اللازمة للحملة .
👈 في ٣ مارس عام ١٧٣٧م وصل لطيف خان قائد الحملة الفارسية إلى بندر عباس في : ــ
١- سفينة القيادة فتحي شاه
٢- ثلاث سفن كبيرة نوع الغراب
٣- عدد من التكنات والترانكيات.
👈 في الفتره من ٣ الى ٤ مارس زادت القوة الفارسية المخصصة لغزو عمان كما يلي: ــ
١- أربع سفن كبيرة .
٢- أربع سفن كبيرة نوع الغراب
٣- عشرين سفينة نوع تكنه وترانكي
٤- أربعة آلاف مجند .
– في ١٤ مارس وصل المبعوث الفارسي إلى بلاد فارس وأبلغ تقي خان حاكم إقليم فارسي وقائد البحرية لطيف خان بان القوة المخصصة لغزو عمان لا تكفي لان طبيعة البلد الجغرافية تتطلب الكثير من جنود المشاه والخيول .
– أربك هذا التقرير قادة الجيش الفارسي فأعادوا الخطة مرة أخرى للتقييم حسب المعلومات الجديدة .
👈 في مارس عام ١٧٣٧م بلغ العدد النهائي للقوات الفارسية المخصصة لغزو عمان كما يلي : ــ
١- خمس سفن كبيرة .
٢- أربع سفن كبيرة نوع الغراب .
٣- عدد كبير من سفن تكنه وترانكي .
٤- خمسة آلاف جندي .
٥- ألفين وثلاثمائة حصان .
– في ١ أبريل ١٧٣٧م انطلق الأسطول الفارسي متجهاً إلى الأراضي العمانية فأنزل قسماً من قواته في خور فكان .
– توجه باقي الأسطول إلى رأس الخيمة فتصدت لهم قوات الشيخ رحمه بن مطر القاسمي وبعد أن منيت القوات الفارسية بخسائر كبيرة تمكنت من احتلال المنطقة .
– بعد سيطرة القوات الفارسية على مناطق رأس الخيمة وخور فكان العمانية بدأت بإنشاء خطوط دفاعية .
– أدى تعاون الإمام سيف بن سلطان الثاني مع الفرس إلى نقمة العمانيين ضده وتوالت عليه رسائل النصح والتحذير ولكن بدون جدوى .
– قابل الإمام القائد الفارسي لطيف خان في رأس الخيمة واتفقوا على دمج القوات العمانية والفارسية والقيام بعمليات مشتركة ضد المتمردين على الإمام .
– بهذه الطريقة استطاع تقي خان فعل ما يريد باسم سيف بن سلطان الثاني دون صعوبات .
– تحركت القوات المشتركة من رأس الخيمة باتجاه الجنوب وتمكنت من السيطرة على القسم الشمالي من الظاهرة .
– في ١ مايو ١٧٣٧م تحرك بلعرب بن حمير قائد التمرد ضد سيف بقواته للتصدي للقوات الفارسية المشتركة .
– في ١ يونيو ١٧٣٧م نشبت معركة شديدة بين الطرفين في منطقة فنج السميني إلى الشمال من البريمي .
– أسفرت المعركة عن هزيمة قوات بلعرب بسبب تفوق القوات المشتركة في العدة والعتاد .
– تمكنت القوات الفارسية من احتلال البريمي والظاهرة وإخضاع حصون الجو وضنك والغبي .
– ارتكبت القوات الفارسية مجازر رهيبة ضد السكان ولم ينج منها إلا من هرب .
👈🏻 بدأت بوادر فشل الحملة الفارسية الأولى على عمان مبكراً فاجتمعت عدة أسباب أودت إلى نتائج حصيلتها النهائية انسحاب سريع للقوات الغازية نوجزها كما يلي : ــ
١- المعاملة الغير لائقة للإمام سيف من القادة الفرس .
٢- وجد الإمام أن الفرس يتصرفون على أنهم سادة وليسوا حلفاء .
٣- استياء حلفاء الإمام سيف من الجرائم البشعة التي ارتكبها الفرس في حق السكان .
٤- شعور الإمام بالريبة من نوايا الفرس وأن لديهم أهداف أخرى غير مساعدته .
٤- انسحاب الإمام سيف من قوات تقي خان إلى مسقط .
٥- إدراك الفرس حجم الورطة التي وقعوا فيها لذلك انسحبوا بجميع قواتهم إلى رأس الخيمة .
– في ١٩ يوليو عام ١٧٣٧م وصلت القوات الفارسية المنسحبة إلى بندر عباس .
– وبهذا انتهت الحملة الفارسية الأولى على عمان بانسحاب القوات المهاجمة بسبب الخلافات التي دبت بينهم وبين الإمام سيف بن سلطان الثاني بسبب تغطرس الفرس وميلهم إلى استخدام العنف والقس ضد السكان العزل .
– ولكن الحملة الفارسية لم تكن فاشلة بشكل كامل فاكتسب الفرس اطلاع ومعرفة وفهم عن الطبيعة الجغرافية لعمان من رأس الخيمة وحتى الظاهرة .
– كذلك امتلكوا قاعدة بيانات ومعلومات مهمة عن النواحي الإستراتيجية والتركيبة الاجتماعية للمجتمع العماني .
– بطبيعة الحال الفرس لن يستسلموا لهذا الفشل وذلك للطموحات الكبيرة لنادر شاه ورغبته الشديدة في السيطرة على عمان وبالتالي سوف تتاح له الفرصة للسيطرة على الساحل الإفريقي لتبعية تلك المناطق لعمان ولهذا فإنهم سوف يعاودون الكرة مرة أخرى – وهذا ما سوف نتناوله في الجزء القادم بإذن الله .
المصدر :-
– عمان وسياسة نادر شاة التوسعية .
المؤلف : ــ
عدنان الزبيدي