خوارزمية المناصب
أ. وليد الجابري
ثامر موظف مجتهد في عمله، وكُل العاملين في الشركة يُشيدون بالعمل الدؤوب للموظف ثامر وحبه للعمل والتفاني في اإنجاز المعاملات واِبتعاده كل البعد عن التسويف، وفي صباح أيام أسبوع العمل رن هاتفه، وكان الاتصال من المكتب الرئيسي للشركة يُخبرونه بأن تم اِختياره مديرا للفرع الذي يعمل به، شكرهم على ثقتهم به وعلى جهودهم في إدارة فروع الشركة ككُل، وبعد الانتهاء من الاتصال تخالطت لدى ثامر مشاعر الفرح والصدمة(( يا له مِن خبر مُفرح، هل أنا قادر على إدارة هذا الفرع الكبير بما فيه)).
مرت الأيام والشهور وثامر على رأس الإدارة، وبعد فترة قَدِم إلى الفرع مدراء الشركة الأم للاطلاع على سير العمل، وكانت المفأجاة التي ذهِلت المدراء
( ضعف في مؤشر إنجاز الموظفين، ومعظم الموظفين في إجازة، وتوزيع مهام العمل سلبي و رسائل متراكمة على بريد الفرع و عقود غير مُسندة في ملفات الفرع).
… هنا يأتي فحوى الموضوع، حيث الخِبرة تأتي بعد الإنخراط في العمل وأحياناً تمتد فترة كسب الخبرة لفترة أطول أو أقل على حسب الموظف وقدراته الذهنية والإدراكية، أما القيادة فهي ملَكة في الشخص يحمل سمات القيادة من حضور وشد انتباه وتأثير وكاريزما على التابعين، فنرى بعض المدراء يتم نقلهم إلى إدارة مختلفة جذرياً عن إدارته السابقة فيقوم بدور جبار في تغيير بعض الإشكاليات السابقة وتغيير المسار إلى إدارة عصرية، فهو قام بذلك بعد اكتسابه الخبرة في فترة وجيزة، لكنه هناك يمتلك سِمة القيادة الذي جعلته يُدير العمل بشكل مُنظم، وهناك أيضاً ترى الموظف المجتهد وترى فيه روح القيادة فهو مؤهل بلا شك لقيادة العمل، فالشاهد في القول بِأن لابد من الاهتمام في النظر إلى الاختيار الصحيح والمُقنن لِشغل المناصب ووجود معايير كفاءة من ضِمنها الشخصية القيادية.
فكم من إدارات أصبحت هزيلة بسبب الأسلوب القيادي للإدارة وذلك لتدخل المجاملات والمحسوبيات في وضع أشخاص غير مؤهلين لشغل تلك المناصب، ونرى بِأنهم يلقون مسؤولية سير العمل وإنجازه على من أقل منهم منصب أو الموظفين تاركاً خلفه مهمة جسيمة وهي قيادة العمل والسير به نحو النجاح والتقدم.
يطول السرد في أنماط القيادة ونظرياتها وعلى أمل اللقاء في سطور جديدة ومُثرية في عالم القيادة.