فلنتعايش مع الكورونا بالإيجاب وأداء الحقوق والواجبات
✍️ خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
مما لا شك فيه ؛ بأننا نؤمن بخطورة تفشي هذه الجائحة مهما كانت أسباب ومسببات حدوثه ؛ بمختلف الروايات والتأويلات أو الشائعات التي دخلت على الخط ، وكما أننا علينا أن نؤمن ونسلم الأمر بأن الأمر قد وقع تحت تدبير مصرف الكون وخالقه – فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن- ؛ وما كان ليصيبك لم يكن ليخطأك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. إلا إننا علينا أن نتدارك أنفسنا لنتعايش مع هذه الجائحة بالإيجاب ، مع الأخذ بالاسباب التي نعلمها جميعاً بإتباع خطوات الوقاية من الإصابة به ؛ والتقليل من تفشيه.
من الملاحظ أنَّ البعض منا أخذ الأمر بالسلب ؛ وأخذ يقيّد نفسه ومن يعول وكأنه يعيش في سجن أو حبس مؤبد ؛ وهنا تكمن الخطورة وخاصة عند الأطفال ، حيث أنه لم يتعودوا على هذا الكبت والحبس المؤبد داخل المنازل ؛ وأصبح جلّ وقتهم مع الهواتف الذكية أو الألعاب الالكترونية المسمومة عند البعض منهم أو أمام شاشات التلفاز ولساعات طويلة ، ويكون حينها الثمن غالي والضريبة مضاعفه إلا من رحم الله. كما تلاحظ أيضاً بأن بعض أولياء الأمور وخاصةً عند ربات البيوت بأن التركيز على متابعة نشرات الأخبار أو الرسائل السلبية التي تصل إليهم في وسائل التواصل المختلفة أصبحت هي الشغل الشاغل لهم وهي اكثر أهمية من التعايش مع هذه الجائحة بشكل إيجابي ، وإتباع الطرق الصحيحة لتجاوز الخروج من هذه المحنه ، وهملت معها حقوق وواجبات كثيرة ، ومنها على سبيل المثال: حق زيارة الأرحام والوالدين ، وأصبح المرض هو الشماعة لعدم الخروج من المنازل والزيارة لهم ، وكأنَّ ذلك هو السبيل الوحيد للوقاية أو التقليل من تفشي المرض .
فمن هنا لا بد لنا جميعاً أن نتعايش مع هذه الجائحة ، وبشكل إيجابي ورفع المعنويات لدينا ، والتقليل من وطأت الكبت والتضجر الذي نعيشه مع أنفسنا وأطفالنا ، وعلينا أن ننتبه لانفسنا إلى بعض السلبيات التي قد تحدث ؛ فيما يتعلق بحقوق الأطفال والأرحام جميعاً ، وربما تحدث أمور تتعلق بالحياة الاسرية بين الأزواج لا يحمد حقباها ؛ بسبب عدم التوافق في تسيير الأمور الحياتية لهم ولأولادهم وأهلهم وربما يتهم البعض بالتقصير في أداء الحقوق والواجبات المترتبة عليهم ، سواء في إطار حياتهم الخاصة أو المجتمعية العامة أو الواجبات الوظيفية المتعلقة بالكسب والعمل.
فلنحرص على المحافظة على كينونة حياتنا ، ولنتعايش مع الحدث بشكل إيجابي ونزور أرحامنا بالقدر اليسير الذي يحافظ على علاقتنا الأسرية ولحمتنا الاجتماعية ، ونخرج أطفالنا في حدود المعقول بين فترة وأخرى من سجنهم المؤبد ، ونأخذ بالاسباب من حيث الوقاية واتباع الإرشادات العامة من الجهات المختصة .