مقال : الوطن هو قيمنا ومبادئنا
حمدان بن سيف الضوياني “أبو سعود”
الوطن عزيز لمحبيه ومكان للطمأنينة والاستقرار الفكري والنفسي، ويبقى الوطن عزيز وجميل بتنوعه الفكري والثقافي ووحدته الوطنية، وإن اختلفنا في الرأي علينا ألا نختلف على الوطن في وحدته ومصالحه وتقدمه وبناءه وعزته، وبناء الانسان القادر على العطاء.
وما قيمة الانسان إذا ضيع وطنًا؟ وما قيمته إذا ما فقد المبادئ الوطنية وقيم المواطنة، والأخلاق والدين؟ وإذا ما اختفى الضمير لديه؟ اعتقد الأمر واضح، يصبح انسانًا متوحشًا يرعى مصالحه ويغلب رغباته ونزعاته الشخصية الانانية، فإذًا يتطلب منا أن نبني بشًرا يحملون تلك القيم الوطنية وغرسها في نفوسهم، من التنشئة في البيت وفي مناهجنا، ومدارسنا، ومعاهدنا وجامعاتنا، ومن منابر الحراك الاجتماعي المدني؛ لأن هؤلاء هم رواد المستقبل وقيادته في الإدارة والتخطيط وهم المشرعون وهم المنفذون وهم القضاة. وإذا ما فقدت هذه الكوابح الذاتية لن تنفع الكوابح الخارجية المتمثلة في القوانين والأنظمة والمحاكم العدلية؛ لأنها تصبح غير مؤثرة وغير فاعلة في المجتمع، لضعف الايمان والاخلاص للوطن، وتصبح حبرًا على الورق.
صحيح ولاشك يجب أن لا يغيب الرقيب الرادع ابدًا، وإلا سيكتسي المجتمع جلباب الفساد والظلم والمحسوبية والقبلية، وتبادل المصالح المادية، وتغيب القيادات الوطنية المخلصة من الإدارة والتخطيط، وتغيب كذلك في بقية المواقع المؤثرة في التشريع والتنفيذ وتضعف المؤسسات، أو أنها تختفي كليًا.
اللهم أبعدنا من ثقافة الجهل والتخلف، واشرح صدورنا، ويسر أمورنا ونور عقولنا وأفكارنا بالقيم والأخلاق والمبادئ الانسانية الحسنة، اللهم وحد كلمتنا لوحدة الوطن والانسان، واعطنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
آمين يا رب العالمين
وكل عام والجميع بخير.