2014
Adsense
مقالات صحفية

التكامل العربي .. إلى أين

 

الوليد بن زاهر العدوي

إعلامي عماني

كثيرا ما رددنا وسمعنا أننا عرب وتحت لواء الجامعة العربية ننضوي، وأن التقارب بين العادات والتقاليد وحتى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف هي ما جمعنا بعد تحدثنا بلغة القرآن الكريم والتي مما لاشك فيه لغة الحوار القادم بإذن الله..
إن من أسباب التغيرات الديموغرافية والتداخلات المجتمعية والأسرية في مجتمعتنا العربية له علاقة كبرى بالقوى العاملة التي تستقطبها البلدان العربية نظرا لتسارع وتيرة الحياة وتطورها والحاجة الملحة للأعمال والخدمات والتي يقدمها في بلداننا الخليجية الوافدين من الجنسيات الغير عربية، وبالتالي التأثيرات المباشرة على كل شيء متعلق بهذه القوى البشرية التي ليس لها ولاء عروبي ولا إسلامي إلا لأوطانها ومجتمعاتها، وقد لمسنا خلال الفترة الأخيرة كثير من القضايا والنزاعات التي دارت رحاها بين القوى العاملة الآسيوية والتي هي بعيدة تمام البعد عن مجتمعاتنا وعاداتنا وتقاليدنا.
في المقابل نجد كثير من مواطني الدول العربية الشقيقة يقبعون تحت خط الفقر والحاجة دون أن يجدوا ما يسد رمق أسرهم من الاحتياجات اليومية والتي لا تنتهي، والحكومات تتفرج وتتحدث عن الوحدة والتضامن العربي في وسائل الإعلام المختلفة ولا يوجد له أثر على أرض الواقع، بالإضافة إلى إمتلاك القوى البشرية العربية مهارات ربما لن تكون موجودة في العامل الأجنبي ناهيك عن معوقات اللغة والتفاهم والمعرفة بطرق الحوار والتواصل.
أضف إلى ذلك أن التحويلات المالية لهذه العمالة الوافدة تفوق المليارات سنويا والتي كان من الأجدر توجييها إلى تنمية المجتمعات العربية والعمل على توفير العيش الكريم لهذه الشعوب أجمع.
إن ثروة البلدان الحقيقية هي الشعوب وقواها البشرية الفتية والاستثمار فيها بأي شكل لهو غنيمة كبرى ويتم الاستفادة من هذه الخبرات والمهارات محليا وعربيا للرقي بمجتمعاتنا دون الحاجة لانتظار المساعدات التي تخصصها القوى العظمى لبعض الدول جراء الأوضاع الاقتصادية التي تعانيها بعض الدول.
إن قضية الاستعانة بالكفاءات والأيدي العاملة العربية بكافة تخصصاتها لهو أمر بالغ الأهمية لنحافظ على أمن أوطاننا أولا والاستفادة من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية لهذه الأيدي العاملة ناهيك عن ترسيخ مبادئ الأخوة والتراحم والمشاركة في مجتمعاتنا العربية.
وإذا ما مررنا سريعا على أعداد وإحصائيات السكان العربية لوجدناها تفوق الاحتياجات التشغيلية لبلداننا العربية الـ 22 مجتمعة، فمصر مثلا بها ما يزيد عن الـ 80 مليون نسمة، والمغرب يفوق تعداد سكانه الـ 40 مليون ، وكذا الحال في اليمن الذي يعد البعد الخليجي والأمن السكاني لبداننا بما يفوق من 27 مليون نسمة.
نتمنى أن تناقش قممنا العربية الوضع المعيشي والوظيفي لمواطني الدول العربية وتوحيد جهود التوظيف والعمل على إبعاد الأخطار السكانية المحدقة بأوطاننا والتي لا يحلها سوى التكامل العربي، وكما قسل في المثل العربي “ما حك جلدك مثل ظفرك”.

همسة أخيرة:
“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”

aladawi78@gmail.com

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights